نام کتاب : وقفة مع الجزائري نویسنده : الشيخ حسن عبد الله جلد : 1 صفحه : 52
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقادة وولاة الأمر على الأمة من بعده واحدا تلو الآخر ، اختارهم الله سبحانه وتعالى للقيام بهذه المهمة وهذا الدور ، وإذ ثبتت إمامتهم وإمرتهم وولايتهم ، ثبت أيضا عصمتهم ووجوب طاعتهم ، فأما بالنسبة للعصمة ، فإن الدليل العقلي يدل على أن الإمام وولي أمر الأمة القائم بأمورها وشؤونها الدينية والدنيوية يجب أن يكون معصوما ، لأن الذي يدعو إلى وجوب نصب الإمام هو جواز الخطأ على الأمة ، فإذا جاز الخطأ على الإمام أحتاج إلى إمام ثان يرفع خطأه ، وهذا الثاني إما أن يكون مثل الأول فيحتاج إلى ثالث ، وهكذا فيلزم إما التسلسل أو الدور وكلا الأمرين باطل ، وإما أن لا يكون كذلك " أي لا يجوز عليه الخطأ - فيثب المطلوب وهو العصمة . هذا من ناحية الدليل العقلي ، وأما أدلة عصمتهم من ناحية الشرع فكثيرة منها : 1 - قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [1] وظاهر الآية الكريمة يدل على أن الله سبحانه وتعالى أمر بإطاعة أولي الأمر على وجه الإطلاق والجزم في جميع الحالات دون أن يقيد طاعتهم بحالة معينة أو شئ ما ، ومن كان الأمر بطاعتهم على هذا الشكل فإنه يجب أن يكونوا معصومين ، وإلا لما صح الأمر بطاعتهم على وجه الإطلاق وبلا قيد أو شرط . وقد استفاد من الآية الكريمة من أهل السنة دلالتها على العصمة