نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 292
ضبط المعنى ، وأما ضبط اللفظ فبعيد جدا لا سيما في الأحاديث الطوال ، وقد قال سفيان الثوري : إن قلت لكم إني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى . ومن نظر في الحديث أدنى نظر علم العلم اليقين أنهم يروون بالمعنى . الثاني : إنه وقع اللحن كثيرا فيما روي من الحديث ، لأن كثيرا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع ولا يعلمون لسان العرب بصناعة النحو فوقع اللحن في كلامهم وهم لا يعلمون ذلك ، وثم طوائف أخرى وقفت من الحديث مواقف مختلفة كالشيعة والزيدية والخوارج وغيرهم ، ولكل قوم سنة وإمامها . فأما الشيعة وبخاصة الإمامية : فإنهم لا يعتبرون من الأحاديث إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت عن جدهم ، يعني ما رواه الصادق ( جعفر ) ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه زين العابدين ، عن الحسين السبط ، عن أبيه أمير المؤمنين ، عن رسول الله سلام الله عليهم جميعا ، أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان وعمرو بن العاص ونظرائهم فليس له عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة [1] . وأما الخوارج [2] : فإنهم اقتصروا من الحديث على من يتولونه من الصحابة ، فالأحاديث المقبولة عندهم هي ما خرجت للناس قبل الفتنة [3] ، أما ما بعدها فإنهم نابذوا الجمهور كله لأنهم اتبعوا أئمة الجور - بزعمهم -
[1] ص 149 من كتاب أصل الشيعة وأصولها للعلامة محمد الحسين آل كاشف الغطاء - الطبعة العاشرة . [2] هم الذين خرجوا على علي 2 . [3] ومن الذي يستطيع أن يميز ما خرج قبل الفتنة مما خرج بعدها .
292
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 292