نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 289
إسلامهم ، أو يطعن في عبادتهم ، هذا وقد أحصى ابن القيم في أعلام الموقعين حوالي مائة حديث لم يأخذ بها مقلدة الفقهاء ، وذلك من الكتب المعتبرة عن أهل السنة . وذكر سبط ابن الجوزي جملة أحاديث من أحاديث الصحيحين لم يأخذ بها الشافعية لما ترجح عندهم مما يخالفها ، وكذا بقية المذاهب . وأخرج الخطيب عن أبي صالح الفراء قال : سمعت يوسف بن أسباط يقول : رد أبو حنيفة على رسول الله أربعمائة حديث أو أكثر . وأخرج عن وكيع قال : وجدنا أبا حنيفة خالف مائتي حديث . وأخرج أيضا عن حماد بن سلمة من طريقين قال : إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن فردها برأيه [1] . ما اختلف فيه أقوال الفقهاء مما اختلف فيه أقوال الفقهاء لأخذ كل واحد منهم بحديث مفرد اتصل به ، ولم يتصل به سواه ، ما روي عن عبد الوارث بن سعيد [2] أنه قال : قدمت مكة فألفيت بها أبا حنيفة ، فقلت له : ما تقول في رجل باع بيعا وشرط شرطا ؟ فقال : البيع باطل والشرط باطل ! فأتيت ابن أبي ليلى فسألته عن ذلك ، فقال : البيع جائز والشرط باطل . فأتيت ابن شبرمة فسألته عن ذلك ، فقال : البيع جائز والشرط جائز . فقلت في نفسي ، سبحان الله ، ثلاثة من فقهاء العراق لا يتفقون على مسألة !
[1] تاريخ بغداد 13 390 - 391 . [2] في نسخة : الليث بن سعد .
289
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 289