نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 285
وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني . وكان عمر - فيما بلغنا - لا يقبل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بشاهدين ، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يقبل الحديث عن رسول الله ، والرواية تزداد كثرة ويخرج منها ما لا يعرف ولا يعرفه أهل الفقه ، ولا يوافق الكتاب ولا السنة ، فإياك وشاذ الحديث ، وعليك بما عليه الجماعة من الحديث وما يعرفه الفقهاء ، وما يوافق الكتاب والسنة [1] ، فقس الأشياء على ذلك ، فما خالف القرآن فليس عن رسول الله وإن جاءت به الرواية . وحدثنا الثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه : إني لأحرم - وفي رواية : لا أحرم - إلا ما حرم القرآن ، والله لا يمسكون علي بشئ [2] . فاجعل القرآن والسنة المعروفة لك إماما وقائدا ، واتبع ذلك ، وقس عليه ما يرد عليك مما لم يوضح لك في القرآن والسنة . انتهى . وقال الإمام علم الدين الفلاني المالكي في كتابه إيقاظ الهمم [3] : ترى بعض الناس إذا وجد حديثا يوافق مذهبه فرح به وانقاد له وسلم ، وإن وجد حديثا صحيحا سالما من النسخ والمعارض مؤيدا لمذهب غير إمامه فتح باب الاحتمالات البعيدة ، وضرب عنه الصفح والعارض ، ويلتمس لمذهب إمامه أوجها من الترجيح مع مخالفته للصحابة والتابعين والنص الصريح . . وإن عجز عن ذلك كله ادعى النسخ [4] بلا دليل ، أو الخصوصية أو عدم العمل به أو غير ذلك ، مما يحضر ذهنه العليل ،
[1] السنة هي السنة العملية ، وما كانت تعرف عندهم إلا بذلك . [2] أنظر سيرة ابن هشام 332 ج 4 . [3] قواعد التحديث ص 72 . [4] قال الزهري : أعيا الفقهاء وعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله ومنسوخه .
285
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 285