نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 283
وقد ختم الجزائري رحمه الله هذا البحث ( بتنبيه ) مهم قال فيه - تعليقا على نقدهم لحديث ( تحاج الجنة والنار ) من أن النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلقا آخر - : ومن الغريب في ذلك محاولة بعض الأغمار ممن ليس له إلمام بهذا الفن لا من جهة الرواية ولا من جهة الدراية ، لنسبة الغلط إليه كأنه ظن أن النقد قد سد بابه على كل أحد أو ظن أن النقد من جهة المتن لا يسوغ لأنه يخشى أن يدخل منه أرباب الأهواء ، ولم يدر أن النقد إذا جرى على المنهج المعروف لم يستنكر ، وقد وقع ذلك لكثير من أئمة الحديث مثل الإسماعيلي فإنه بعد أن أورد حديث ( يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة ) - الحديث - قال : وهذا خبر في صحته نظر من جهة أن إبراهيم عالم بأن الله لا يخلف الميعاد فقد يجعل ما بأبيه خزيا له ، مع إخباره أن الله قد وعده بأن لا يخزيه يوم يبعثون ، وعلمه بأنه لا خلف لوعده . فانظر كيف أعل المتن بما ذكره . وقد قال بعض علماء الأصول : إن في الأحاديث ما لا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأنه لا يمكن حملها على ظاهرها لكونه على خلاف البرهان ، وغير ظاهرها بعيد عن فصاحته صلى الله عليه وسلم [1] . انتهى ملخصا . أقول : وإليك بقية الكلام في هذا المقام نقلا من كتاب أضواء على السنة المحمدية كما نقلنا كلام الجزائري أيضا منه [2] . كلام مقلدة المذاهب وبعد أن فرغنا من كلام الذين ردوا على ابن الصلاح نأتي بطائفة من القول في أمر مقلدة المذاهب وموقفهم من الحديث ليكون تماما على ما
[1] توجيه النظر : 130 ، 131 ، 136 ، 137 وما بعدها . [2] أنظر الكتاب المذكور : 263 - 283 .
283
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 283