responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 281


الظن ، ولا يجوز البناء على الظن في المطالب الكلامية ، ذلك بأن الأساس في علم الكلام هو دائما أن ( الدلائل النقلية لا تفيد اليقين ) [1] ، فمن ذلك حديث : تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أؤثرت بالمتكبرين والمتجبرين . وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم !
قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ! وقال للنار :
إنما أنت عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي .
ولكل واحدة منهما ماؤها ، فأما النار ، فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول ، قط ، قط ، قط ، فهنالك تمتلئ ، ويزوي بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ، وأما الجنة ، فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا . . . إلى آخره . وهذا الحديث متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وعن أبي هريرة ، بلفظ : اختصمت الجنة والنار إلى ربهما - الحديث - وفيه أنه ينشئ للنار خلقا .
وفي رواية لمسلم ( حتى يضع الله رجله ) ، وذهب المحققون إلى أن الراوي أراد أن يذكر الجنة فذهل فسبق لسانه إلى النار .
فهذا الحديث ونظائره - وهي كثيرة - يبعد على المتكلم أن يقول بصحتها فضلا عن أن يجزم بذلك ! وإذا الجئ إلى القول بصحتها لم يأل جهدا في تأويلها ، ولو على وجه لا يساعد اللفظ عليه بحيث يعلم السامع أن المتكلم لا يقول بجوازه في الباطن ، وقد نشأت بسبب ذلك عداوة شديدة بين المتكلمين والمحدثين ، يعرفها من نظر في كتب التأريخ ، حتى أن المتكلمين سموا جمهور المحدثين بالمشبهة ، والمحدثين سموهم بالمعطلة .
الفقهاء :
وأما الفقهاء ، فقد عرف من حالهم أنهم يؤولون كل حديث يخالف ما ذهب إليه علماء مذهبهم - ولو كان من المتأخرين - أو يعارضون الحديث



[1] المواقف للإيجي والجرجاني ص 79 طبعة استانبول .

281

نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست