نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 234
مسائل أخر ، حتى توسعت الفتنة في زمان عثمان ، وانجر الأمر إلى أن قتل عثمان فيها ، ولم تستقر الخلافة لعلي ، فحاربه عائشة وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة وأتباعهم ، ثم حاربه معاوية وعمرو بن العاص وأقرانهما وأتباعهما ، ثم الخوارج ، حتى قتله ابن ملجم الخارجي ، ثم استولى بنو أمية على سلطان الإسلام والمسلمين ، فأفسدوا وعثوا وعتوا عتوا كبيرا . فدع قصة عدالة الصحابة وابحث عن الحقيقة كما هي . من القطعيات التي لا يشك فيها عاقل أن موضوع الإمامة والخلافة هي أساس كل الاختلافات التي انجرت إلى العداء والبغضاء ، ثم إلى الحروب ، وسفك الدماء ، وهتك الأعراض ، ونهب الأموال ، وإلى التكفير والتفسيق ، وإلى تشعب المسلمين إلى المذاهب والمسالك المتباعدة ، وهي التي حملت أقواما على جعل الأحاديث ، وتزوير الحقائق ، وترويج الأباطيل ، والأمر بالمنكر ، والنهي عن المعروف ، إلى يومنا هذا في كل مكان . ولنعم ما قيل : ما ذئبان ضاريان في غنم غاب رعاؤها عنها بأضر في دين الرجل المسلم من حب الرئاسة . وهذا هو سر خوف النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته حيث أراد أن يكتب ما لا تضل أمته بعده ، فعصوا أمره ، فوقعت الأمة في المصاعب والمصائب إلى يومنا هذا ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) . ومما لا شك فيه أيضا أن خلافة أبي بكر لم تكن مقبولة عند الجميع ، بل في الأنصار من يطلبها لنفسه ، وفي المهاجرين كان علي يرى نفسه أحق بها من كل أحد ، ولم يقبل خلافة أبي بكر وعمر وعثمان بطيب نفسه يوما كما يظهر ذلك من كلماته الكثيرة ومن أفعاله المتكررة ، ونحن
234
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 234