فقال ( عليه السلام ) فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير قال : فقلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي فقال ( عليه السلام ) : يا هذا لا شك في أن الله يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ولكن قل كما أقول . أقول : يمكن الجمع بين الوجهين بأن يقال إن لكل دعاء وذكر أثرا خاصا كالأدوية والعقاقير لكن لا يحصل الأثر المقصود منها إلا بالترتيب والتركيب المأخوذ عن الطبيب الحاذق ، وإن كان لها أثر أيضا بغير ذلك الترتيب فكذلك الدعوات والأذكار لا يحصل الأثر الخاص منها إلا بمراعاة الكيفية الخاصة المأثورة عن الأئمة الطاهرين الذين هم أطباء النفوس ولذلك قال ( عليه السلام ) إن الله مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك وعلى هذا يكون الأمر إرشاديا فلا ينافي أدلة الجواز فتدبر ، أو يحمل على الأفضل كما هو المقرر في أدلة المندوبات لو قلنا بكون الأمر مولويا . الثاني عشر : هل يجوز التكلم في أثناء الدعوات المأثورة للأصل وهل ينافي ذلك الأثر المطلوب أم لا ؟ الظاهر أنه إذا كان بمقدار لا ينافي صدق الاشتغال عرفا ، لم يضر بالمقصود وإلا فالوجه الاستئناف لأن الأوامر الواردة بالدعوات المنقولة غير مقيدة بالسكوت ، وعدم التكلم في أثنائها فتحمل على ما هو المتعارف ، لكن لا ريب في منافاته للكمال فينبغي مراعاة ما يقتضيه في كل حال . ومن هنا : ظهر أنه لو نذر ترك التكلم في أثناء الدعاء انعقد نذره لرجحان ذلك كما لا يخفى . الثالث عشر : يجوز قطع الدعاء للأصل . وإن قلت : إن قوله تعالى : * ( لا تبطلوا أعمالكم ) * يدل على عدم الجواز . قلنا : يحتمل أن يكون المراد النهي عن إبطال العمل التام ، بأن يأتي العامل بعد إتمام فعله بما يوجب فساده ، كالعجب ، والإيذاء والشرك وسائر ما يحبط أثر العبادة ومن هذا القبيل قوله تعالى * ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) * ( 1 ) * ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك