responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين نویسنده : الحافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 346


هاروت وماروت وفطرس الملك ؟ أما علمت أن الجن الطيار مسكنهم الهواء ؟ وبطن الأرض مسكن المتمردين ؟ فاختصمت طائفة من الجن فصعد إليهم الولي الأمين فطهرهم . أقبل لا يعلم ولا يفهم ولاحظ له من السر إليهم ، فهو كما قيل لداود : الخل لا يدري بطيب حلاوة العسل . ( 1 ) ويقول نزل من السماء وسيفه يقطر دما .
ولمن قيل في السماء ، وكيف يقع القتل على الجن ، وهم أجسام شفافة ، ومن أين للشفاف دم . فقلت : يا قليل العبرة ، وكثير العبرة ، وقطير القطرة ، ألم تمطر السماء دما ورماد القتل الحسين عليه السلام ( 2 ) ؟ ومن أين للسماء رماد ودم ؟ بل هي آيات بينات . ألم يعلم أن عليا قتل الجن وأخذ عليهم العهد ؟ ( 3 ) فإذا لم يكن لهم دم ولا نفوس فكيف وقع عليهم القتل ، وليس هذا مكان التأويل . وصدق هذا المدعى قوله سبحانه : ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ( 4 ) ، وكيف يحرق النار من ليس بجسم ؟ وكيف يتألم بالعذاب من ليس له عروق ولا دم ؟
وإذا كان الجن مخلوقين من النار ولا تؤثر النار فيهم فمن ترى يدخل النار عوضا عن إبليس وقد أضل الأولين والآخرين ؟
أف لعقلك المستقيم ورأيك العديم ، أما علمت أن عليا منبع الأنوار ، وآية الجبار ، وصاحب الأسرار ، الذي شرح لابن عباس في ليلة حتى طفى مصباحها صباحها ، في شرح الباء من بسم الله ، ولم يتحول إلى السين ، وقال : لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بسم الله الرحمن الرحيم ( 5 ) . فإن كبر عليك إعراضهم ، وزادت عند سماع أسرار أمراضهم ، فأنشدهم ولا تنشدهم ، أماذا عليهم لو أجابوا الداعي ، لكنهم خلقوا بغير سماع .
ثم يتمم هذه الأسرار ما رواه صاحب المقامات ، مرفوعا إلى ابن عباس قال : رأيت عليا يوما في سكك المدينة يسلك طريقا لم يكن له منفذ ، فجئت فأعلمت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : إن عليا علم الهدى والهدى طريقه ، قال : فمضى على ذاك ثلاثة أيام ، فلما كان في اليوم الرابع أمرنا أن نمضي في طلبه ، قال ابن عباس : فذهبت إلى الدرب الذي رأيته فيه وإذا بياض درعه في ضوء الشمس ، قال :
فأتيت فأعلمت رسول الله صلى الله عليه وآله بقدومه ، فقام إليه فلاقاه واعتنقه وحمل عنه الدرع بيده وجعل


( 2 ) عيون أخبار الرضا : 2 / 268 ، والأمالي للصدوق : 189 . ( 4 ) هود : 119 . ( 5 ) تقدم الحديث .

346

نام کتاب : مشارق أنوار اليقين نویسنده : الحافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست