نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 262
والولاية على الحج ، والكل يتطلب خصوصيات وصفات نفسانية عالية ، وسجايا أخلاقية رفيعة جدا ، حتى أنه يجب أن يكون ظاهر العفة ، قليل الطمع ، كثير الورع ، لا يعقل أن يقوم بما جاء ذكره في القصة السابقة التي لا توجد إلا في علبة القصاصين وجعبة الوضاعين . كل ما مر عليك من الأكاذيب والتهم كان يختص إما بالشريف الرضي أو أخيه المرتضى ، وكان الهدف من وراء وضع هذه التهم تكبير هذا بتصغير ذاك أو بالعكس ، هذا يرشد إلى أن كليهما كانا موضع حقد البعض وبغضهم وحسدهم ، لا أحدهما خاصة . ويؤيد ذلك ما اتهما به على وجه الاشتراك ، وأول ما رميا به ما ذكره ابن خلكان في تاريخه إذ قال : اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب ، هل هو جمعه ، أو جمع أخيه الرضي ، وقد قيل إنه ليس من كلام " علي " إنما الذي جمعه ونسبه إليه ، هو الذي وضعه [31] . وتبعه اليافعي - من دون تحقيق - وردد نفس ما قاله ابن خلكان في تاريخه [32] . فما تورط فيه هذان الكاتبان من نسبة الكتاب إلى علم الهدى واتهامه بوضعه أو عزو ذلك إلى سيدنا الشريف الرضي ، مما لا يقام له في سوق الحقائق وزن ، وليس له مناخ إلا حيث تربض فيه العصبية العمياء وهو يكشف عن جهل أولئك . وبما أنه قد قام عدة من المحققين بنقد هذه النسبة بوضع تآليف قيمة حول : ما هو نهج البلاغة ؟ وذكر مصادره المؤلفة قبل أن يولد الرضي أو الشريف المرتضى ، فنحن نضرب عن ذلك صفحا ونمر عليه كراما . وفي كتاب مصادر نهج البلاغة للعلامة الخطيب السيد عبد الزهراء الحسني ، وما كتبه الأستاذ عبد الله نعمة ، وما أفرده العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء في ذلك المضمار ، وطبع مع كتابه مستدرك نهج البلاغة غنى وكفاية في دحض الشبهة ، وإبطال الفرية ، والله الهادي .
[31] وفيات الأعيان 3 : 313 ، بيروت ، ط دار الثقافة . [32] لاحظ الروضات 4 : 304 ، ولاحظ الرياض 4 : 55 .
262
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 262