نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 254
تلك القرائن المفيدة للعلم بخلاف هذه الحكاية : 1 - إن السيد المرتضى - وهو ذلك الرجل الصدوق - ينص بنفسه على أنه لم يكن يرى لثروته الطائلة قيمة تجاه مكارمه وكراماته وكان يقول : وما حزني الإملاق والثروة التي * يذل بها أهل اليسار ضلال أليس يبقى المال إلا ضنانة * وأفقر أقواما ندى ونوال إذا لم أنل بالمال حاجة معسر * حصور عن الشكوى فمالي مال [10] أفترى أن صاحب هذه النفسية القوية يكتب لإعفاء عشرين درهما ، مائة سطر تتضمن الخضوع والخشوع ! ؟ 2 - إن الشريف المرتضى تقلد بعد أخيه الرضي نقابة الشرفاء شرقا وغربا ، وإمارة الحاج والحرمين ، والنظر في المظالم ، وقضاء القضاة ثلاثين سنة ، وذلك من عام 406 ( وهو العام الذي توفي فيه أخوه الرضي ) إلى عام 436 الذي توفي فيه الشريف المرتضى نفسه . أفهل يمكن أن يقوم بأعباء مثل هذه المسؤولية الاجتماعية من يبخل بدينار واحد يصرفه فخر الملك في حفر نهر ، تعود فائدته إلى الجميع ، ويكتب في إسقاطه أكثر من مائة سطر . هذا والحجيج بين شاكر لكلاءته ، وذاكر لمقدرته ، ومطر لأخلاقه ، ومتبرك بفضائله ، ومثن على أياديه ، وهذا يفيد أن الشريف المرتضى كان كأخيه الرضي سخيا معطيا ولم يكن يرى للمال قيمة . 3 - إن ابن خلكان بعد ما عرفه بقوله : كان إماما في علم الكلام والأدب والشعر ، أتى بقصة حكاها الخطيب التبريزي ، وهي بنفسها أقوى شاهد على أن السيد كان ذا سماحة كبيرة . قال الخطيب : إن أبا الحسن علي بن أحمد علي بن سلك الفالي الأديب كان له نسخة لكاتب الجمهرة لابن دريد في غاية الجودة ، فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها ، فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا ، فتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بائعها ، والأبيات قوله : أنست بها عشرين حولا وبعتها * فقد طال وجدي بعدها وحنيني