نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 230
كنت الصباح رمى إليها ضوءه * ومضى بهبوته الظلام الأورق أنتم موادع كل خطيب يتقى * وبكم يفرج كل باب يغلق وأبوكم العباس ما استسقى به * بعد القنوط قبائل إلا سقوا ثم يتوجه الرضي إلى القادر فيقول له مادحا : لله يوم أطلعتك به العلى * علما يزاول بالعيون ويرشق لما سمت بك غرة مرموقة * كالشمس تبهر بالضياء وتومق وبرزت في برد النبي وللهدى * نور على اطرار وجهك مشرق وكما سبق في قصيدته الأولى ختم هذه القصيدة بأشعار الخليفة ، بأنه لا يرقى عليه ، لأنهما من دوحة واحدة ، إنما الفرق هو : أنه مطوق بالخلافة ، وهو عاطل منها فيقول : عطفا أمير المؤمنين فإننا * في دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا ، كلانا في العلاء معرق إلا الخلافة ميزتك فإنني * أنا عاطل منها ، وأنت مطوق [140] وتذكر الرواية : إن الرضي عندما أنهى هذا البيت الأخير قال القادر بالله : " على رغم أنف الرضي [141] . هذه النقلة المفاجأة في قصيدتي الرضي مع الخليفة القادر ، يحاول فيها الشاعر أن يحطم الحواجر الشكلية بينه وبين الخليفة ويهدمها بترفع واقتدار . ولكن الشئ الملاحظ لماذا ذلك مع القادر بالله فحسب ، إذ لم نعثر له على مثل هذا القول الجرئ مع الطائع لله ؟ مما لا شك أن الرضي كانت تربطه بالطائع لله صداقة ومودة شهدت بذلك أغلب قصائده المخصوصة بالطائع ، والتي تجد فيها كيلا كبيرا من الثناء والمديح له - وكما رأينا في الأبيات المتقدمة - ولعل هذا الود ينبثق من موافق الطائع مع آل الرضي ، حين اعتقل والد الرضي بأمر من عضد الدولة البويهي ، وبعدها عندما أعاد له نقابة الطالبيين ، وكل
[140] ديوان الرضي : 2 / 541 - 544 . [141] الصفدي - الوافي بالوفيات : 2 / 376 ، وأضاف الصفدي في المصدر نفسه : بأن الرضي كان جالسا يوما مع القادر ، فأخذ الرضي يعبث بذقنه ويرفعها إلى أنفه ، فقال له الخليفة : كأنك تشم فيها رائحة الخلافة ؟ فرد عليه الرضي قائلا : لا والله ، رائحة النبوة .
230
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 230