نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 203
المصادر بأنه " جليل القدر ، عظيم المنزلة في دولة بني العباس ، ودولة بني بويه ، ولقب بالطاهر ذي المناقب ، وخاطبه بهاء الدولة ، أبو نصر بن بويه بالطاهر الأوحد - ، وولي نقابة الطالبيين خمس دفعات ، ومات وهو متقلدها " . وكان السفير بين الخلفاء ، وبين الملوك من بني بويه ، والأمراء من بني حمدان وغيرهم ، وكان مبارك الغرة ، ميمون النقيبة ، مهيبا نبيلا ، ما شرع في إصلاح أمر فاسد إلا وصلح على يديه وانتظم بحسن سفارته ، وبركة همته ، وحسن تدبيره ووساطته [36] . وحين شب الرضي تعهدته والدته فاطمة بنت الناصر الصغير ووجهته إلى أساتذة فطاحل في العلم والمعرفة لينتهل من نميرهم وفضلهم . وقد وصفته بعض المصادر بأنه " كان مفرط الذكاء " [37] ، وللتأكيد على هذه الصفة نقل أن أستاذه أبي سعيد السيرافي ذاكره يوما - على عادة التعليم - وهو صبي ، فقال : إذا قلنا : رأيت عمرا ، ما علامة النصيب في عمرو ؟ فقال الرضي : بغض علي . أراد السيرافي النصب الذي هو الإعراب ، وأراد الرضي : الذي هو بغض علي ، فأشار إلى عمرو بن العاص وبغضه لعلي ، فتعجب الحاضرون من حدة ذهنه [38] . وعلق البعض على هذا الحوار : " أنه يدل على حدة خاطره - كما قال ابن جني - فكثير من نشء الشيعة يحفظ كل هذه المعارف ، ولكنك لا تجد من يستطيع في هذه السن أن يستفيد منها في موقف كهذا ، وتدفعه حدة خاطره إلى أن يظن أن شيخه يعني أمرا من أمور الخلاف بين السنة والشيعة فيجيب بهذا الجواب المسكت " [39] . ويعود اهتمام والدته بتربيته العلمية والفكرية ، وانفرادها بذلك - كما تقدمت
[36] ابن أبي الحديد - شرح النهج : 1 / 10 وانظر ابن عنبة - عمدة الطالب : 233 ، وذكر السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة : 9 / 216 إلى أن الشريف الرضي ذكر مركز أبيه في قصيدة جاء فيها : وهذا أبي الأدنى الذي تعرفونه * مقدم مجد أول ومخلف مؤلف ما بين الملوك إذا هفوا * وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا والقصيدة طويلة تصل إلى سبعين بيت ، وهي من غرر شعره . أنظر ديوان الرضي : 2 / 523 - 527 ، أوفست الأعلمي ، بيروت . [37] الذهبي - العبر في أخبار من غبر : 3 / 95 . [38] أبو الفداء - المختصر في تاريخ البشر : 2 / 145 ووفيات الأعيان : 4 / 45 . [39] د . الحلو - المصدر المتقدم : 81 .
203
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 203