نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 15
عبد الحميد بن يحيى بن سعيد - الكاتب البليغ المشهور - كان كاتب مروان بن الحكم الأموي آخر ملوك بني أمية ، وبه يضرب المثل في البلاغة حتى قيل : فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد . وكان في الكتابة وفي كل فن من العلم والأدب إماما ، وعنه أخذ المترسلون ولطريقته لزموا ولآثاره اقتفوا . وهو الذي سهل سبيل البلاغة في الترسل . ومجموع رسائله مقدار ألف ورقة . وهو أول من أطال الرسائل ، واستعمل التحميدات في فصول الكتاب ، فاستعمل الكتاب ذلك بعده ، قال : ( حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت ) ويعني بالأصلع أمير المؤمنين عليا عليه السلام " . وهذا ابن نباتة منشئ الخطبة المنامية ، الذي قال فيه ابن خلكان أيضا في الوفيات : " أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة صاحب الخطب المشهورة كان إماما في علوم الأدب ، ورزق السعادة في خطبه التي وقع الإجماع على أنه ما عمل مثلها . وفيها دلالة على غزارة علمه وجودة قريحته ، قال : ( حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة ، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب ) وتوفي ابن نباتة سنة 394 ه . وهو من أساتذة الشريف الرضي " . وهذا أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي البصري ، المعروف بالجاحظ ، العالم المشهور ، صاحب التصانيف في كل فن ، كما وصفه بذلك ابن خلكان في الوفيات أيضا وقد تقدم ذكره . ومن تصانيفه كتاب " البيان والتبيين " وهذا الكتاب هو أحد الكتب الأربعة التي هي أئمة الكتب الأدبية ، والثلاثة الأخرى هي الأمالي للقالي ، وأدب الكاتب لابن قتيبة الدينوري ، والكامل للمبرد . ومن كلامه في البيان والتبيين ما هذا لفظه : " قال علي رحمه الله : ( قيمة كل امرئ ما يحسن ) فلو لم نقف من هذا الكتاب إلا على هذه الكلمة لوجدناها شافية كافية ، ومجزئة مغنية ، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية ، وغير مقصرة عن الغاية . وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره ، ومعناه في ظاهر لفظه . وكان الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة وغشاه من نور الحكمة على حسب نية صاحبه وتقوى قائله " [2] . ومن تصانيف الجاحظ رسالة حافلة اشتملت على مائة كلمة من كلمات