نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 126
النبي " و " أهل بيته " و " عترته " . فهلم معي إلى " نهج البلاغة " لمعرفة جانب من شأن " أهل البيت " . لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد يقول عليه السلام : " لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا " [1] . وهذه كلمة جامعة وعبارة مطلقة : " لا يقاس بآل محمد - ص - " ، أي : في شئ من الأشياء . " من هذه الأمة " ، أي : ومن غيرها بالأولوية ، لأن هذه الأمة " خير أمة أخرجت للناس " [2] . " أحد " أي : كائنا من كان . " ولا يسوى بهم " ، أي : فضلا عن أن يفضل عليهم . " من جرت نعمتهم بهم " ، والنعمة هنا عامة . " أبدا " تأييد للنفي ، أو : إن كل ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم . وهذا معنى دقيق جليل سنتعرض له ببعض التوضيح في شرح قوله عليه السلام : " إنا صنائع ربنا والناس صنائع لنا " . وكلام الإمام هذا يسد باب المفاضلة بين " أهل البيت " وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ، والملائكة المقربين ، فضلا عن أصحاب رسول رب العالمين ، ولقد أنصف وأحسن بعض المحققين من أهل السنة فقال بأن من يفضل فلانا على سائر الصحابة لا يقصد تفضيله على علي ، لأن عليا من أهل البيت . فأفضل الخليفة بعد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - آله ، وهذا هو الواقع والحقيقة ، لأنهم فاقوا كالنبي كل النبيين - وهم أشرف المخلوقات - في الخلق والخلق والكمالات . أما في " الخلق " فقد خلقوا والنبي صلى الله عليه وآله من نور واحد ومن شجرة واحدة ، كما في الأحاديث المستفيضة المتفق عليها .
[1] نهج البلاغة : 47 ، ط . صبحي الصالح . [2] سورة آل عمران : 107 .
126
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 126