نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 104
عليهم السلام . ومن هؤلاء الفقهاء السيد المرضي أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى ، المشهور بالشريف الرضي رحمة الله عليه ، أخو السيد الشريف المرتضى ، من أولاد أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين . وحيث أنه رحمه الله اشتهر بالشعر والأدب والتفسير والحديث ، ولم يذكر فقهه وفقاهته إلا في بعض الكتب ، عزمنا على كتابة رسالة موضحة لكونه فقيها جامعا ، وذلك مع اعتراف منا بكونه شاعرا قويا ، وأديبا بارعا ، ومفسرا عظيما ، وخبيرا بالحديث وكتب الروايات ، والدليل الواضح على تضلعه في هذه الفنون آثاره الباقية الخالدة كديوانه في الشعر ، و " تلخيص البيان " و " المجازات النبوية " في الأدب ، و " حقائق التأويل " في التفسير ، و " نهج البلاغة " و " خصائص الأئمة " في الحديث . ونحن في هذا الصدد نتمسك بأدلة ستة : 1 - ما دل على أنه رحمه الله تعلم الفقه وتلمذ عند الفقهاء العظام . 2 - تأليفه كتابا في الفقه المقارن . 3 - مطارحاته واحتجاجاته الفقهية . 4 - تصديه لمنصب القضاء ، بل كونه قاضي القضاة ، بل كونه إماما للشيعة في عصره . 5 - المباحث الفقهية التي نجدها في تأليفاته الموجودة . 6 - تصريحات بعض الأكابر بكونه فقيها . 1 - تعلمه الفقه وتلمذه عند الفقهاء العظام قال ابن أبي الحديد : " حدثني فخار بن معد العلوي الموسوي رضي الله عنه ، قال : رأى المفيد أبو عبد الله محمد بن نعمان - الفقيه الإمامي - في منامه كأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها ولداها الحسن والحسين عليهما السلام صغيرين ، فسلمتهما إليه وقالت له : علمهما الفقه ، فانتبه متعجبا من ذلك . فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا ، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها ، وبين يديها ابناها محمد الرضي والمرتضى صغيرين ،
104
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 104