نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 85
لأنه من قبيل الالقاء باليد إلى التهلكة ، الذي حرمه الشارع ؟ ! فأجاب عليه السلام بما هذا تفصيله وبيانه : أنه - وإن كان الأمر كما ذكرت من علمه عليه السلام بذلك - لكنه ليس من قبيل الالقاء باليد إلى التهلكة الذي هو محرم ، لأنه عليه السلام خير في تلك الليلة بين لقاء الله تعالى على تلك الحال ، أو البقاء في الدنيا ، فاختار عليه السلام اللقاء على الوجه المذكور ، لما علم أنه مختار ، ومرضي له ، عند ذي الجلال . كما يدل عليه قوله عليه السلام ، لما ضربه اللعين ابن ملجم - الملجم بلجام جهنم وعليه ما يستحقه - : ( فزت ورب الكعبة ) . وهذا معنى قوله : ( لتمضي مقادير الله تعالى ) يعني : أنه سبحانه قدر وقضى في الأزل أنه عليه السلام لا يخرج من الدنيا إلا على هذه الحال ، باختياره ورضاه بها . ومن ذلك ما رواه في الكتاب المذكور عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي جعفر عليه السلام ( وذكر الحديث الثامن الذي رواه الكليني [46] ) . ومن ذلك ما رواه - أيضا - عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال فيه : فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام ، وخروجهم ، وقيامهم بدين الله عز ذكره ، وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم ، والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ؟ ! فقال أبو جعفر عليه السلام : يا حمران ، إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم ، وقضاه وأمضاه ، وحتمه ، على سبيل الاختيار ، ثم أجراه . فبتقدم علمه إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام علي