نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 83
إطناب بوجوه لا يخلو أكثرها من الايراد ، ولا تنطبق على المقصود والمراد . وحيث إن بعض الأخوان العظام ، والخلان الكرام سألني عن ذلك في هذه الأيام ، رأيت أن أكتب في المقام ما استفدته من أخبارهم عليهم الصلاة والسلام . فأقول : - وبالله الثقة لإدراك المأمول وبلوغ كل مسؤول - : يجب أن يعلم : أولا : أن التحليل والتحريم توقيفية من الشارع عز شأنه ، فما وافق أمره ورضاه فهو حلال ، وما خالفهما فهو حرام . وليس للعقل - فضلا عن الوهم - مسرح في ذلك القمام . وثانيا : أن مجرد الالقاء باليد إلى التهلكة - على إطلاقه - غير محرم ، وإن أشعر ظاهر الآية بذلك ، إلا أنه يجب تقييده وتخصيصه بما قام الدليل على جوازه . وذلك : فإن الجهاد متضمن للإلقاء باليد إلى التهلكة ، مع أنه واجب ، نصا وإجماعا . وكذلك الدفاع عن النفس ، والأهل ، والمال . ومثله - أيضا - وجوب الاعطاء باليد إلى القصاص ، وإقامة الحد عليه ، متى استوجبه . وثالثا : إنهم صلوات الله عليهم في جميع أحوالهم وما يتعلق بمبدئهم ومآلهم يجرون على ما اختارته لهم الأقدار السبحانية ، ورضيته لهم الأقضية الربانية . فكل ما علموا أنه مختار له تعالى بالنسبة إليهم - وإن اشتمل على غاية الضرر والبؤس - ترشفوه - ولو ببذل المهج والنفوس - . إذا تقررت هذه المقدمات الثلاث ، فنقول : إن رضاهم صلوات الله عليهم بما ينزل بهم ، من القتل بالسيف والسم ، وكذا ما يقع بهم من الهوان
83
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 83