نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 40
السلام . فهذا مبني على الجهل بأبسط المصطلحات المتداولة بين العلماء : فالغلو اسم يطلق على نسبة الربوبية إلى البشر - والعياذ بالله - ، بينما هذا معنون ب ( أن الأئمة يعلمون متى يموتون . . . ) فالباب يتحدث عن ( موت الأئمة ) وهذا يناقض القول ب ( الغلو ) وينفيه . فجميع رواة هذا الباب ، يبتعدون - بروايتهم له - عن الغلو المصطلح ، قطعا . فيكف يتهمهم بالغلو ؟ ! هذا ، والكليني نفسه ممن ألف كتابا في الرد على ( القرامطة ) وهم فرقة تنسب إلى الغلاة [18] مما يدل على استيعاب الكليني وتخصصه في أمر الفرق . فيكف يحاسب بمثل ذلك ؟ ! ثم إن قول الكليني في عنوان الباب : ( وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم ) يعني أن الموت الإلهي الذي قهر الله به عباده وما سواه ، بدون استثناء ، وتفرد هو بالبقاء دونهم ، لا بد أن يشملهم - لا محالة - ولا مفر لهم منه ، وإنما امتازوا بين سائر الخلائق بأن جعل الله اختيارهم لموتهم إليهم ، وهذا يوحي : أولا : أن لهم اختيار وقت الموت ، فيختارون الآجال المعلقة ، قبل أن تحتم ، فيكون ذلك بإرادة منهم واختيار وعلم ، رغبة منهم في سرعة لقاء الله ، وتحقيقا للآثار العظيمة المترتبة على شهادتهم في ذلك الوقت المختار . وهذا أنسب بكون إقداماتهم مع كامل اختيارهم ، وعدم كونها مفروضة عليهم ، وأنسب بكون ذلك مطابقا لقضاء الله وقدره ، فهو يعني إرادة الله منهم
[18] الرجال - للنجاشي - : 267 ، الفهرست - للطوسي - : 161 ، معالم العلماء - لابن شهرآشوب - : 88 ، جامع الرواة 2 / 219 ، لؤلؤة البحرين - للبحراني - : 393 ، هدية العارفين - للبغدادي - مج 2 ج 6 / 35 ، الأعلام 8 / 17 ، الفوائد الرجالية 3 / 332 ، أعيان الشيعة 47 / 153 ، ولاحظ كتاب : الشيخ الكليني البغدادي ، للسيد العميدي : 115 .
40
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 40