نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 27
يخبرون عن الغيوب ، وكله مستند إلى الباري جل شأنه ، بإقداره ، وتمكينه ، وتهيئة أسبابه [5] . وقال ابن أبي الحديد - أيضا - : لا منافاة بين قوله تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) ( الآية ( 34 ) من سورة لقمان ( 31 ) ) . وبين علمه صلى الله عليه وآله وسلم بفتح مكة ، وما سيكون من قتال الناكثين والقاسطين والمارقين . فإن الآية غاية ما تدل عليه : نفي العلم بما يكون في الغد ، وأما إذا كان بإعلام الله عز وجل ، فلا . فإنه يجوز أن يعلم الله نبيه بما يكون ( 6 ) . وفي عنوان ( آية التهلكة ) قال المقرم : وقد أثنى سبحانه تعالى على المؤمنين في إقدامهم على القتل والمجاهدة في سبيل تأييد الدعوة الإلهية ( وذكر بعض آيات القتال في سبيل الله ) . ولم يتباعد عن هذه التعاليم محمد بن الحسن الشيباني ، فينفي البأس عن رجل يحمل على الألف مع النجاة أو النكاية ، ثم قال : ( ولا بأس بمن يفقد النجاة أو النكاية إذا كان إقدامه على الألف مما يرهب العدو ويقلق الجيش ) معللا بأن هذا الإقدام أفضل من النكاية ، لأن فيه منفعة للمسلمين ( 7 ) . ويقول ابن العربي المالكي : جوز بعض العلماء أن يحمل الرجل على الجيش العظيم طالبا للشهادة ، ولا يكون هذا من الالقاء بالتهلكة ، لأن الله تعالى يقول : ( من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله . . . ) ( الآية ( 207 ) من سورة البقرة ( 2 ) ) . خصوصا إذا أوجب الإقدام تأكد عزم المسلمين حين يرون واحدا منهم
[5] شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 1 / 427 طبع أول - مصر . ( 6 ) المصدر السابق 2 / 362 . ( 7 ) أحكام القرآن - للجصاص - 1 / 309 في آية التهلكة .
27
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 27