نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 232
والصدمات الواقعة على الجسم ، نظير الزناد القادح ، فكما أنه لا تخرج النار من الحجر إلا بشدة ضرب الزناد ، كذلك التنورات القلبية والأشعة الروحية لا تعقل فعليتها إلا تبلك الآلام والمصائب . أما سمعت قول سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم لسيد الشهداء عليه السلام : ( إن لك درجة لن تنالها إلا بالشهادة ) . فتلك الدرجة هي القوة النورية المكنونة في ذاته المقدسة ، وفعليتها كانت متوقفة على الشهادة . الثاني عشر أن تميز الخبيث من الطيب ، وبلوغ كل ممكن إلى غايته ، التي هي ذاتي الممكنات المستنيرة من ساحة نور الأنوار ، متوقف على هذه البليات . فلولا صبر النبي وعترته الطاهرة صلوات الله عليه وعليهم ، لما كان يصدر من الأعداء والمنافقين تلك القبائح والمظالم . فإن قلت : وما الفائدة في فعلية قبح أولئك الظالمين ، ذاتا ، وأفعالا ، وظهور أحوالهم الخبيثة ؟ قلت : منها : تحرز العباد من تلك الأخلاق والأفعال ، فإنه لما يلعنهم اللاعنون ويتبرأ منهم العاقلون ، يكون ذلك تحذيرا وتخويفا لمن سواهم ، وموعظة بليغة لمن عداهم . ومنها : كمال معرفة مقام الأولياء ، فإنه ( تعرف الأشياء بأضدادها ) . ومنها : تعذيبهم بأشد العذاب ، ويكون الإخبار بذلك مانعا للمؤمنين عن المعاصي في الدنيا ، وسرورا لهم في الآخرة .
232
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 232