نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 16
وإنما يقول الشيعة بأن الله تعالى أوحى إلى نبيه من أنباء الغيب ، وقد أخبر عن ذلك في قوله تعالى : ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك . . . ) الآية ( 44 ) من سورة آل عمران ( 3 ) وهي مدنية . وقد استثنى الرسول ممن لا يظهر على الغيب ، فقال تعالى : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول . . . ) الآيتان ( 25 و 26 ) من سورة الجن ( 72 ) وهما مكيتان . فبالإمكان إذن صدور الغيب الإلهي إلى غير الله تعالى ، لكن بإذنه تعالى وبوحيه وإلهامه . وقد ثبت بطرق مستفيضة أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عليا وأهل البيت عليهم السلام بذلك ، وقد توارثه الأئمة عليهم السلام ، فهو مخزون عندهم . وقد عنون الشيخ المفيد رحمه الله لباب في ( أوائل المقالات ) نصه : ( القول في علم الأئمة عليهم السلام بالضمائر والكائنات ، وإطلاق القول عليهم بعلم الغيب ، وكون ذلك لهم في الصفات ) قال فيه : وأقول : إن الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ، ويعرفون ما يكون قبل كونه . وليس ذلك بواجب في صفاتهم ، ولا شرطا في إمامتهم ، وإنما أكرمهم الله تعالى به ، وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتمسك بإمامتهم . وليس ذلك بواجب عقلا ، ولكنه وجب لهم من جهة السماع . فإما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب ! فهو منكر بين الفساد ، لأن الوصف بذلك إنما يستحقه من علم الأشياء بنفسه لا بعلم مستفاد ، وهذا لا يكون إلا لله عز وجل . وعلى قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة ومن
16
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 16