responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 35  صفحه : 133


لينظر كل من أصحاب المذاهب الأربعة إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض . أي : فكما يرى الشافعية أن مذهب الحنفية مذهب من مذاهب المسلمين ، ويرى الحنفية المالكية كذلك . . . وهكذا . . .
فلينظروا إلى مذهب شيعة آل محمد كذلك ، فإذا نظروا إليهم بهذه النظرة ، وكانت المذاهب كلها من دين الإسلام ، اجتمع شمل المسلمين وانتظم عقد اجتماعهم ، لأنه حين يرى شيعة آل محمد أن أرباب المذاهب الأربعة ينظرون إليهم كنظر بعضهم إلى بعض ، فإنهم أيضا سينظرون إليهم تلك النظرة .
وقد أوضح السيد - رحمه الله - مقصوده من ( النظر ) في عباراته اللاحقة فقال فيها : ( فإذا جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة ؟ ! ) .
وتلخص : أن تحقق ( المهمة ) ليس موقوفا على عدول أحد الجانبين إلى الآخر ، بل يكفي لتحققها قبول أهل السنة لأن تكون المذاهب الخمسة .
وحينئذ ، فلو تباحث في هذا الظرف شيعي وسني على أصل من الأصول ، أو فرع من الفروع ، فاقتنع أحدهم بما يقوله الآخر وانتقل إلى مذهبه ، كان كانتقال الحنفي إلى الشافعية أو بالعكس ، وهكذا . . . وما أكثره في تراجم الرجال وكتب السير [53] .



[53] ومن أطرف ما رأيته في الباب ما ذكره الذهبي ، وأنقله بنصه : ( محمد بن حمد بن خلف أبو بكر البندنيجي حنفش ، الفقيه ، تحنبل ثم تحنف ثم تشفع . فلذا لقب حنفش . ولد سنة 453 وسمع الصيريفيني وابن النقور وأبا علي بن البناء ، وتلا عليه . وعنه : السمعاني ، وابن عساكر ، وابن سكينة . قال أحمد بن صالح الختلي : كان يتهاون بالشرائع ، ويعطل ، ويستخف بالحديث وأهله ويلعنهم . وقال السمعاني : كان يخل بالصلوات . توفي سنة 538 ) ميزان الاعتدال 3 / 528 . أقول : كأن هذا الفقيه ! ! علم أنه لن يفلح بالعمل بمذهب ابن حنبل فالتجأ إلى مذهب أبي حنيفة ، ثم إلى مذهب الشافعي ، فلم ير شيئا من هذه المذاهب بمبرئ للذمة ، ولم يجد فيها ضالته ، وهو يحسب أن لا مذهب واها ! فخرج عن الدين وضل ! ! أما التهاون والإخلال بالصلوات . . . فهو موجود في أئمتهم في الفقه والحديث . . . نكتفي بذكر واحد منهم ، وهو : الشيخ زاهر بن طاهر النيسابوري الشحامي المستملي - المتوفى سنة 533 ه‌ - الموصوف في كلمات القوم بالشيخ العالم ، المحدث ، المفيد ، المعمر ، مسند خراسان ! ! الشاهد ! العمدة في مجلس الحكم ! ! والذي حدث عنه - في خلق كثير - غير واحد من أئمتهم كأبي موسى المديني ، والسمعاني ، وابن عساكر . . . فقد ذكروا بترجمته أنه كان يخل بالصلاة إخلالا ظاهرا ، حتى أن أخاه منعه من الخروج إلى أصبهان لئلا يفتضح ، لكنه سافر إلى هناك وظهر الأمر كما قال أخوه ، وعرف أهل أصبهان ذلك ، فترك الرواية عنه غير واحد من الحفاظ تورعا ، وكابر وتجاسر آخرون كما قال الذهبي . ومن هنا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 2 / 64 ، بل أدرجه في الضعفاء 1 / 236 ، وابن حجر في لسان الميزان 2 / 470 ، وراجع ترجمته أيضا في سير أعلام النبلاء 20 / 9 ، والعبر 2 / 445 . وقال الذهبي بترجمة أخيه المشار إليه : ( أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي ، أخو زاهر . . . كان خيرا متواضعا متعبدا لا كأخيه ) . وهل ينفعه - بعد شهادة السمعاني والذهبي وغيرهم - الاعتذار له بشئ من المعاذير ؟ ! ولو شئت أن أذكر المزيد لذكرت ! ! .

133

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 35  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست