responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 10  صفحه : 26


لو رسول الله يحيا بعده * قعد اليوم عليه للعزا [22] وأقول :
إن هؤلاء النقاد غفلوا - أو تغافلوا عامدين - عن أمر يختص به أدب الرثاء الحسيني ، وهو : أن الرثاء الحسيني ينقسم إلى قسمين : رثاء فني أدبي ، وهذا ما يشترك فيه الرثاء الحسيني وأي رثاء آخر - ورثاء مأتمي شعبي . ولكل منهما خصائصه وميزاته ، قد تجتمع وقد تفترق . وليست قصائد الشريف الأربع [23] شعر المآتم ، وإن كانت رثاء أدبيا ! ومن عاش المآتم الحسينية - ومع الأسف أن الدكتور الحلو لم يعشها وإن حضرها لا أثق بأنه ينفعل نفسيا بها ، والسر واضح - علم أن شعر المآتم لا بد وأن يكون شعرا وصفيا مأساويا ، يصف المأساة وصفا شعريا يمزج الحقيقة بالعاطفة ، والواقع بالاحساس النفسي ، كي يكسب في نفوس السامعين - وهم عامة الناس ، أي مختلف طبقاتهم ، الأدباء وغير الأدباء ، وذو الثقافة العالية ، والسواد الأعظم - الرقة والخشوع ، ويستدر منهم الدموع ، بل وأكثر من الدموع ! ولا تكفي هنا الإشارة العابرة ، والكناية الأدبية ، واللغة الفنية .
ويكفي في هذا الرجوع إلى " الدر النضيد " تأليف سيدنا الأمين ، رحمه الله ، وإلى المقاطع التي حشى بها الشيخ ابن شهرآشوب كتابه ( مناقب آل أبي طالب ) والتي هي نماذج لأدب الرثاء يومذاك ، ومنها مقصورة الشريف ، دون غيرها من حسينياته .
ومن هذا أقول بكل تأكيد : إن الشريف لم ينظم حسينياته الأربع تلك كي تقرأ في المآتم ، وينوح بها النائحون والنائحات ، وهو من أعلم الناس بشعر المآتم ، شعر دعبل ، والعوني ، والناشئ ، وأضرابهم مما كان يناح به يومذاك ، نعم ، إن مقصورته تمتاز عنها بأنه قالها في كربلاء ويوم عاشوراء ، وقالها ارتجالا ، ومن المحتمل الراجح أنه قالها وهو يحضر المآتم هناك ، وفي ذلك اليوم ، ولا يمكن



[22] التصدير / 171 - 172 .
[23] راجع ( الأولى ) الديوان - ط بيروت 1 / 278 - 281 ، و ( الثانية ) 1 / 281 ، 283 ، و ( الثالثة ) 1 / 376 - 378 ، و ( الرابعة ) 2 / 658 - 661 ، وقارن بالمقصورة وهي في ط بيروت ، 1 / 33 ، 36 .

26

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 10  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست