. . . لب الأثر في الجبر والقدر بسم الله الرحمن الرحيم كلمة المحقق الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل بريته ، وأشرف خليقته ، محمد خاتم أنبيائه ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، عيبة علمه وحفظة سننه وخلفائه في أمته . أما بعد : فإن مسألة الجبر والتفويض من المسائل الشائكة التي دام النزاع والبحث فيها عبر قرون ، فاختارت كل طائفة مذهبا . فمن قائل إنه ليس للإنسان أي دور في فعله وعمله وإنه مكتوف اليدين ، مسير في حياته يسير على ما خط له من قبل . إلى تفويضي يثبت له قدرة وإرادة مستقلة ، وكأنه إله آخر في الأرض ، مستغن عن ربه في فعله . ولكن مذهب الحق هو المذهب الوسط بين الجبر والتفويض ، الذي تبناه القرآن الكريم والسنة النبوية ، وركز عليه أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وهو الموافق للعقل والبرهان .