الإنسان الاختيار والحرية والقدرة على الطرف المقابل . ولما كان مثل هذه الهداية الخارجة عن الاختيار ، منافية لحكمته سبحانه أولا ، وغير رافعة لمنزلة الإنسان ثانيا ، نفى سبحانه تعلق مشيئته بها ، إذ لا قيمة للإيمان غير المكتسب والهداية الجبرية ، وإنما القيمة للإيمان الذي يكتسبه الإنسان بفكره واختياره ، كما أن القيمة للهداية التي يتبناها الإنسان باختياره . هذا موجز القول في الآيات الواردة حول الهداية والضلالة ، ولا تحل عقدة هذه الآيات إلا بالنظر إليها جملة واحدة ، وإلا فالأخذ بآية واحدة وردت لبيان بعد خاص وتناسي سائر الآيات التي تصلح أن تكون قرينة على مفادها ، ليس تفسيرا واقعيا للقرآن ، كيف والقرآن يفسر بعضه بعضا ؟ !