وأما الاستدلال بالحديث ، فيكفي في ذلك ما رواه الصدوق عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من زعم أن الله تعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ، ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ، ومن زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله ، ومن كذب على الله أدخله النار " [1] . فمقتضى البرهان العقلي ، وآيات الذكر الحكيم ، وأحاديث العترة الطاهرة سعة إرادته ، ولكن المهم هو إثبات أن القول بها لا يستلزم الجبر ، وهذا ما يتكفله البحث التالي . 4 . سعة إرادته لا تستلزم الجبر إن القول بسعة إرادته لا يستلزم الجبر ، وذلك لأن إرادته لم تتعلق بصدور فعل الإنسان منه سبحانه مباشرة وبلا واسطة ، بل تعلقت بصدور كل فعل من علته بالخصوصيات التي اكتنفتها . مثلا تعلقت إرادته سبحانه على أن تكون النار مبدأ للحرارة بلا شعور وإرادة ، كما تعلقت إرادته على صدور الرعشة من المرتعش مع العلم ولكن لا بإرادة واختيار ، وهكذا تعلقت