نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 97
النبي ويتهمه بعدم قول الحق ، كما تقدم . ونوع خاص يتحلى بأخلاق النبوة ، ورضاه من رضا الأنبياء ، بل من رضا الله تعالى ، تمثل بفاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) . فكانت آية التطهير لتبرز الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) . أراد سبحانه أن يبرهن لنساء النبي خاصة ، ولنساء المسلمين عامة أن المرأة تستطيع أن تصل إلى درجة العصمة والطهارة المطلقتين ، وأن يكون رضاها رضا لله تعالى ولرسوله محمد ( صلى الله عليه وآله ) . وأراد أيضا أن يدفع وهما مقدرا قد يفهم من الآيات المتقدمة ، التي كانت تعلم نساء النبي أبسط الأحكام الإسلامية ، وتؤنبهن تارة أخرى ، وهو شمول الآيات لكل امرأة في بيت الرسول ، لأن الكلام - على كل حال - عن بيوتات النبي المؤلفة من بيت لكل زوجة زوجة مع أولادهن ( 2 ) ، وبيت لفاطمة ( عليها السلام ) ، فجاءت الآيات لتضفي على فاطمة خلع الكرامة الأبدية والتطهير الملكوتي من كل شين . وبما أن الكلام عن كل من يسكن هذا البيت ، فأراد الله أن يحدد الأشخاص المعصومين في هذا البيت ، فأمر نبيه أن يجللهم بكساء ودعا لهم بالتطهير ، فأنزل جبرائيل آية التطهير ، فدخل رسول الله وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وكانوا هم فقط المطهرون المعصومون صلوات المصلين عليهم ، كما تقدم في الرواية . وأمره أن يكرر هذا العمل في أكثر بيوت نسائه ( صلى الله عليه وآله ) ، لتتم الحجة عليهن جميعا . هذا معنى آيات نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وآية التطهير . وأما قوله تعالى : * ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) * الواقعة بعد آية التطهير ، والتي قد يتوهم أن آية التطهير فصلتها عن الآيات السابقة ، فهي في الواقع ليست
1 - سوف يأتي كون فاطمة بضعة الرسول ورضاها من رضاه . 2 - كابنة أم سلمة مثلا .
97
نام کتاب : طهارة آل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 97