responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 95


تلك المرحلة التي ابتدأت بوفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانتهت بانتهاء معركة الجمل . . هذه المرحلة بطولها وضخامة أحداثها ، لا شئ عنها في تاريخ الطبري إلا ما كان يقصه سيف .
حتى إذا توقفت رواية سيف مضى الطبري على هذه الوتيرة ، لا يثبت في تاريخه أمرا لا يرتضيه العاذرون معاوية ، فعندما وقف على المكاتبات التي جرت بين معاوية ومحمد بن أبي بكر ، قال : كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعه العامة [1] !
وهذا كلام صريح في تحديد هوية الثقافة التي حملتها العامة ! !
إنها الثقافة التي تستقيم تماما مع ما يرويه العاذرون معاوية . . الثقافة التي اتهمت الطبري نفسه ، مع تحفظه الشديد هذا ، اتهمته بالتشيع ! !
ثم جاء التابعون للطبري فنقلوا عنه ما كتبه ، ثم زادوا على ذلك بأن ارتكبوا خطأ علميا وتاريخيا لا يغتفر ، وذلك حين جزموا بصحة كل ما رواه الطبري من أحداث هذه السنين ، وجزموا بكذب كل ما أعرض عنه الطبري من أخبارها ، ذلك الأمر الذي تبرأ منه الطبري في مقدمة تاريخه إذ قرر أنه إنما يروي ما يرويه بذكر أسانيده الكاملة لتكون تبعاته على رواته لا عليه هو ، وما على القارئ إلا أن ينظر في أحوال الرواة .
أما التابعون للطبري فقد عمدوا إلى هذه الأسانيد فحذفوها ، ثم صححوا الروايات واعتمدوها . .
- قال ابن الأثير في التعريف بكتابه ( الكامل في التاريخ ) : ابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من تاريخ



[1] تاريخ الطبري 4 : 557 .

95

نام کتاب : حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست