نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 192
ثم لم يتفرق هذا الاجتماع العائلي الأول المحتفل بالنصر إلا بعد أن يعلن فيه أبو سفيان رأيه بالخلافة ، ويضع فيه منهج الحكم الأموي المصمم في نفسه منذ عهد غير قريب . قال - وهو أعمى يومذاك - : هل في مجلسنا أحد نتقيه ؟ فقيل له : انطلق على سجيتك أبا سفيان فقال : ( تلاقفوها يا بني أمية ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم فوالله ما من جنة ولا نار ) فيقر الخليفة قوله ، ولا يعارض توجيهه إلا بضعف ، إذا التزمنا القول المؤدب في التعبير عما تدل عليه هذه الكلمة من العلاقة بين الرجلين . ولا يكتفي أبو سفيان بإعلان هذا المنهج العائلي ، حتى يمشي به الحقد الثأري المستفز إلى قبر حمزة فيركله برجله ويقول : ( إنهض أبا يعلى فقد صار إلينا الملك الذي حاربتنا عليه ) في نزوة جاهلية لا نعرف في النزوات أنبض منها بالطيش ، ولا أولع منها بالتشفي ، ولعلك تلاحظ أن أهمية هذه الكلمة إنما تقوى ، واعتبارها إنما يشتد ، بكونها تعبيرا عن نوع الحكم ، ومرآة لوجهه ، ويكبر الظن أن أبا سفيان لو قالها بوصفه الشخصي لما قدر لها أن تحيا ، ولأخذتها الرياح فيما أخذت من أحقاد تافهة ، ورعونات جاهلة ، ولكنه قالها بلسان الحكم ، ولهجة الحاكم ، فبقيت لتحسب فيما حسب من مخالفات العهد الخطيرة . ثم انطلق حكم ( أبي عمرو عثمان ) من قاعدة أبي سفيان هذه مسرعا لم يستشر كتاب الله ، ولا سنة النبي ، ولا سيرة
192
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 192