نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 190
ثمنه الحقيقي كان وعدا بالخلافة ، يتناولها عثمان بعد عمر ويهيأ لها معاوية بشروط تعلن عنها الحوادث ، ويجمجم بها قلم التاريخ ، وما أظنها محتاجة إلى الإيضاح . ومن الواضح أن الاتفاق على البدء بعثمان من بني أمية لم يكن في مصلحة الرجل ، ولا نتيجة لثقة مرشحيه به ، ولكنه كان ائتمارا عليه فرضته سيطرة الحكم النبوي التي لا تتحدى تحديا سافرا ، ولا تصادم إلا بعد تمهيد دقيق ، وتضحية دامية . وللوصول إلى الهدف من هذه الخطة كان لا بد من قنطرة ، وكان لا محيد عن خلق نقطة تحول تتكافأ فيها ردود الفعل ، ويتوازن فيها الغرم والغنم ، كان لا بد لهذه الخطة من صحابي يمتاز برقة القلب ، ولين الجانب ، والبر بالأرحام ، يضعونه في الصف الأمامي من الهجوم المنوي ، ويجردون في ظله على الحكم النبوي ما يجردون من مخالفات ، متوقعين رد فعل يذهب بالخليفة المجند لهذا الغرض ، فإذا ذهب هيأوا من دمه رد فعل آخر ينشئ التوازن المطلوب ، وينتهي الأمر إلى أبي سفيان في شخص ابنه الرابض في دمشق . ولولا وجود عثمان هذا الشيخ الطيب لتعب القوم دون الحل أشد التعب ، ولكنه رحمه الله كان مخلوقا لهذا الدور ، فكان سلما لمن بعده ، وقصيدة ثناء على من قبله . قال المحدث : يزعم المؤرخون أن الحكم الأموي استتر ست سنين خلف عثمان قبل ظهوره مستبدا عاطفيا مستأثرا . وها أنت تراه متحفزا قبل خلافة عثمان بضعف هذه المدة ،
190
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 190