responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 57


ثم وجدنا أن الماهية في ذاتها لولا الوجود لم تكن شيئا ، فواقعيتها بالوجود ، فالوجود الذي هو واقعية كل شئ أحق بالواقعية ، فهو الواقع الأصيل ، فهذا ما نعني بأصالة الوجود .
ثانيها : أنه يترتب على أصالته أنه بسيط لا جزء له ، أما الأجزاء الحدية من الجنس والفصل فإنها من أحكام الماهية الاعتبارية . وأما الأجزاء العينية فإن كان كل واحد منها والكل المركب منها وجودا فلا معنى لكون الشئ جزءا لنفسه ، وإن كان أحدها أو كل واحد منها غير الوجود كان باطل الذات ، إذ لا أصيل غير الوجود ، فهو بسيط في ذاته برئ عن أنحاء التركب .
ثالثها : أن الوجود مع بساطته في ذاته متصف تارة بالكثرة الخارجة عن ذاته مثل الكثرة العارضة له من قبل الماهيات ، من جهة أن هذا إنسان وذاك فرس وذاك أسد ونحوها ، وتارة متصف بالكثرة اللازمة لذاته ، من جهة أن هذا مقدم وذاك مؤخر ، وهذا قوي وذاك ضعيف ، وهذا علة وذاك معلول ، إلى غيرها من أقسامه الذاتية ، فتلك الأوصاف غير خارجة عن ذاته البسيطة .
فيستنتج من ذلك : أن الوجود حقيقة واحدة ذات مراتب مشككة ، يعود ما به الامتياز في كل مرتبة إلى ما به الاشتراك فهذه الحقيقة في عين وحدتها كثيرة ، فتلك الأوصاف الكثيرة لا بد وأن تكون مقومات للوجود ، كل في مرتبة مربوطة ، بمعنى أنها فيه غير خارجة منه ، وإلا كانت جزءا منه ، وهذا خلف .
فالوجود حقيقة واحدة بسيطة ذات مراتب مختلفة بالشدة والضعف والكمال والنقص ، والتمايز بين كل مرتبة من مراتبها ومرتبة أخرى بنفس ذاتها البسيطة ، وكل مرتبة ناقصة متعلقة بالمرتبة الكاملة المتلوة وشعاع لها . فنقصانها ذاتي لها ، فلا يمكن تجافيها ولا تقدمها عن تلك المرتبة ، لاستلزامهما الانقلاب المستحيل ، كما

57

نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست