responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 166


وبالجملة : جل أحكام الله تعالى مطابق لمقتضى الفطرة ، أي مربوط برفع حجبها وإحياء مقتضاها . والمقصود الأصلي والمقصد الأسنى هو المعرفة والوصول إلى باب الله تعالى ، والكل من عناياته على عباده لتخلصهم عن سجن الطبيعة وإرجاعهم إلى مأوى المقربين ومقر المخلصين .
فالتكاليف ألطاف إلهية وأدوية ربانية لعلاج الأرواح المريضة والقلوب العليلة ، والأنبياء أطباء النفوس وهو تعالى مربي الأرواح ومخرجها من الظلمات إلى النور ومن النقص إلى الكمال .
بل البرازخ والمواقف في القيامة من عناياته على عباده ، لئلا ينتهي أمرهم إلى النار . فلا يزال يخرجهم من مستشفى إلى آخر ، كي تشفي عللهم الروحية . فإن لم تشف بتلك الأدوية فآخر الدواء الكي ، فلا بد من دخول النار - والعياذ بالله - للتصفية مع الإمكان ، وإلا فللقرار . فهي بالنسبة إلى أهل العصيان من المؤمنين لطف وعناية وطريق إلى جوار الله تعالى ، وبالنسبة إلى الكفار وأصحاب النار غاية وجزاء ، فهم أصحاب النار وبئس المصير وهم ناريون لهبيون مصيرهم النار * ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس . . . ) * ( 1 ) الآية .
فإن كان بصيغة المعلوم فمعناه : أنه تعالى يباشر إعطاء أجره وجزائه ، ولا يوسط أحدا ، إكراما للصائم . كما أن الصائم لا يوسط أحدا في صيامه ، فإن الصوم في اللغة كما هو بمعنى الإمساك كذلك هو بمعنى الرفقة . ولما ارتفع الصوم على العبادات كلها بنفي المثلية سمي صوما فإنه تألف من النفي الذي لا يطلع عليه أحد طبعا غيره تعالى ، فهو أرفع العبادات ، فإن الفعل الوجودي لا يتمحض لإظهار


1 - الأعراف ( 7 ) : 179 .

166

نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست