نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 163
الحمد والشكر بالتعرض لأحكام الكثرة وعليه المعول وإليه المشتكى [ 43 ] . [ 43 ] عمدة المقاصد في المقام هي الإشارة إلى الفطرة وأهم مقتضاها ، وينبغي توضيح ذلك بقدر ما يسعني من المجال ، ومن الله تعالى شأنه الاستعانة في صدق المقال : فأقول : الفطرة بناء نوع من الفطر بمعنى الإبداع والخلق ، واللفظ منصوب على قاعدة الإغراء ، أي إلزم الفطرة ، فكما أن الأنواع المخلوقة كل نوع منها مفطورة بمقتضى نوعيتها بفطرة تهديها إلى كمالها وتتميم نواقصها وتهتف له فطرتها إلى جلب منافعها ودفع مضارها ، كذلك نوع الإنسان له فطرة خاصة أرقى من فطر سائر الأنواع ، وهي تلهمه فجورها وتقواها . فمقتضى نوعية إبداع الله وفطرته هو كون الله وأسمائه وصفاته غايته ومنتهاه ، فمعشوقه حسب فطرته هو الله الذي هو كل الكمال والجمال والتنزه عن كل نقص ، فلا تسكن فطرته وقلبه المفطور على ذلك إلا بالله المتفرد بالكمال الغير المتناهي . وهذا هو المقصود مما ورد من كون المراد بالفطرة هو فطرة التوحيد ، كما في المروي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت : * ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) * . قال : " التوحيد " ( البحار ، ج 3 ، ص 277 ) . وفي الخبر الآخر عن مولانا الإمام الباقر ( عليه السلام ) في قوله عز وجل : * ( فطرت الله التي فطر الناس عليها ) * . قال : " هو لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، إلى هاهنا التوحيد " ( البحار ، ج 3 ، ص 277 ) . وتبيين ذلك إجمالا : أن الإنسان بحسب أصل فطرته يدرك بذاته وبالعلم الحضوري نفسه ووجوده ، ويعلم عيانا أنه متعين مقيد وأن كل مقيد فهو عن إطلاق
163
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 163