نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 153
خزائننا ، وانصرف ولا تطلع على سرنا أحدا إلا مؤمنا مستبصرا ، فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك ومالك وأهلك وولدك " . أقول : مضمون هذا الخبر بالغ حد التواتر المعنوي ، فراجع إلى أبواب الطينات من الأحاديث ، وما ينبو منها إلى الفهم الساذج هو نقل الأعمال والتبديل لها ، بأن يقال : كل عامل مضروب عليه عمله ، فلا معنى لأن يأكل زيد ويسمن عمرو ، فإنه يقال : إن الله تعالى بين في كتابه أن لجزاء الأعمال نظاما بديعا ، وأن بعض الأعمال السيئة ينقل إثم من وقع عليه العمل إلى العامل ، كقوله سبحانه : * ( إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك ) * ، فهذا كالصريح في أن إثم المقتول المظلوم يطير عنه إلى القاتل الظالم . وأن منها ما ينقل مثل سيئات الغير إلى الإنسان ، كقوله : * ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم . . . ) * إلى آخر الآية . ولقد أتعب سيدنا صالح المتألهين - قدست نفسه الزكية - وبين ذلك في " تفسير الميزان " ، فراجع إليه . والروايات الطينية كثيرة جدا لا يسع المجال وموضوع الرسالة نقل شطر منها ، إلا أن مدلولها الموافق ، بل وجهتها تدل على أن المادة الأرضية وما عليها من الأغذية حيوانا ونباتا - مع اختلاف أنواعها وأوصافها - لها ارتباط بأحوال الإنسان وأوصافه من حيث اللطافة والكثافة والحنين إلى السعادة والتسارع إلى الشقاوة . فوجهة تلك الروايات هي أن الإنسان تركبت أجزاء بدنه من المواد الأرضية ، إما طيبة أو سبخة خبيثة ، وتلك المواد والأغذية الحاصلة منها والمياه الجارية عليها عذبا أو أجاجا بما لها من الاقتضاءات الكامنة فيها مؤثرة في اختلاف الهيئات والصور العارضة له ، وفي اختلاف إدراكاته وخصاله وعواطفه مع ما للبيئة والمحيط وغيرهما من التأثيرات ، ولم يزل في سلوكه تحت العوامل المؤثرة حتى يبلغ الكتاب أجله فيتم إنسانا سعيدا أو شقيا على ما جرى في قضاء الله تعالى ، وما أوتينا العلم بالأسباب الدخيلة في
153
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 153