فيها الأخطاء عبر فترة من الزمن حتى تشكل ثغرة تهدد التجربة بالسقوط والانهيار . وكل ما تقدم يدل على أن التوعية التي مارسها النبي ( ص ) على المستوى العام في المهاجرين والأنصار لم تكن بالدرجة التي يتطلبها إعداد القيادة الواعية الفكرية والسياسية لمستقبل الدعوة وعملية التغيير ، وإنما كانت توعية بالدرجة التي تبني القاعدة الشعبية الواعية التي تلتف حول قيادة الدعوة في الحاضر والمستقبل . وأي افتراض يتجه إلى القول بأن النبي ( ص ) كان يخطط لإسناد قيادة التجربة والقيمومة على الدعوة بعده مباشرة إلى جيل المهاجرين والأنصار ، يحتوي ضمنا اتهام أكبر وأبصر قائد رسالي في تاريخ العمليات التغييرية ، بعدم القدرة على التمييز بين الوعي المطلوب على مستوى القاعدة الشعبية للدعوة والواعي المطلوب على مستوى قيادة الدعوة وإمامتها الفكرية والسياسية .