يمارس عملية التوعية في نظام الشورى وتفاصيله التشريعية أو مفاهيمه الفكرية ، لأن هذه العملية لو كانت قد أنجزت لكان من الطبيعي أن تنعكس وتتجسد في الأحاديث المأثورة عن النبي ( ص ) أو في ذهنية الأمة ، أو على أقل تقدير في ذهنية الجيل الطليعي منها الذي يضم المهاجرين والأنصار بوصفه هو المكلف بتطبيق نظام الشورى ، مع أننا لا نجد في الأحاديث عن النبي ( ص ) أي صورة تشريعية محددة لنظام الشورى . وأما ذهنية الأمة أو ذهنية الجيل الطليعي منها ، فلا نجد فيها أي ملامح أو انعكاسات محددة لتوعية من ذاك القبيل . فإن هذا الجيل كان يحتوي على اتجاهين : أحدهما : الاتجاه الذي يتزعمه أهل البيت . والآخر : الاتجاه الذي تمثله السقيفة والخلافة التي قامت فعلا بعد وفاة النبي ( ص ) .