نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 143
والعجب من هؤلاء المفترين ومن قولهم : إن أبا بكر وعمر مشيا واسترضياه مع قولهم إنهما قهرا عليا والعباس وبني هاشم وبني عبد مناف ولم يسترضوهم ، وأي حاجة بمن قهروا أشراف قريش أن يسترضوا ضعيفا ابن تسع عشرة سنة لا مال له ولا رجال [1] ؟ فإن قالوا : استرضياه بحب رسول الله ( ص ) إياه وتوليته له . . قيل : فأنتم تدعون أنهما بدلا عهده ووصيته ( ص ) . ابن مطهر : وقال ( أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم ) فإن كانت إمامته حقا فاستقالته معصية وإن كانت باطلة لزم الطعن . ابن تيمية : هذا كذب ، ولا له إسناد ، بل ثبت عنه أنه قال يوم السقيفة بايعوا : أحد هذين الرجلين ، أبو عبيدة أو عمر بن الخطاب . فقال له عمر : بل أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله ( ص ) . ثم يقال : فهلا استخف عليا ( رضي الله عنه ) عند الموت . وللإمام أن يقتال لطلب الراحة من أعباء الأمرة . وتواضع المرء لا يسقط من رتبته [2] . ابن مطهر : وقال عمر : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه .
[1] يبدو من هذا الكلام استخفاف ابن تيمية بعقول المسلمين إذ أن انحراف أبي بكر وعمر عن الجيش يعد عصيانا لأمره ( ص ) وهذا من شأنه أن يحرجهما أمام أهل المدينة وهما يقودان الحملة من أجل الفوز بالحكم ويضعف من موقفهما ويفتح الباب لخصومهما للطعن فيهما ، من هنا فإن الحصول على رضا أسامة من شأنه أن يدعم موقفهما ، فرضا أسامة معناه رضا أفراد جيشه ، وكسبه إلى صفهما ، وهما في حاجة ماسة إلى مثل هذا وهما يواجهان الأنصار وبني هاشم . . [2] أنظر تاريخ الخلفاء للسيوطي . وأشرنا في المناظرة الأولى إلى مصدر هذه الرواية وتبريرات ابن تيمية هنا تؤكدها وما ادعاه من ثبوت رواية : بايعوا أحد هذين الرجلين ، يدل على أن أبا بكر لم يكن مستحقا للخلافة ولم تكن هناك وصية به .
143
نام کتاب : المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 143