نام کتاب : المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 54
وكان في الحاضرين من يخفي شهادته حنقا أو سفها ، كما مرت الإشارة إليه في غير واحد من الأحاديث وسيمر عليك التفصيل ، وقد بلغ من رواه - والحال هذه - هذه العدد الجم ، فكيف به لو تزاح عنه تلكم الحواجز ؟ ! فبذلك كله تعلم مقدار شهرة الحديث وتواتره في هاتيك العصور المتقادمة . وأما اختلاف عدد الشهود في الأحاديث فيحمل على أن كلا من الرواة ذكر من عرفه أو التفت إليه ، أو من كان إلى جنبه ، أو أنه ذكر من كان في جانبي المنبر ، أو في أحدهما ولم يلتفت إلى غيرهم ، أو أنه ذكر من كان بدريا ، أو أراد من كان من الأنصار ، أو أنه لما علت عقيرة القوم بالشهادة ، وشخصت الأبصار والأسماع للتلقي ، ووقعت الجبة [1] ، كما هو طبع الحال في أمثاله من المجتمعات ، ذهل بعض عن بعض ، وآخر عن آخرين ، فنقل كل من يضبطه من الرجال . ( 2 ) - 4 - مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل سنة ( 36 ) على طلحة أخرج الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم في المستدرك ( 3 ) ( 3 ) ( 2 / 11 ) ولفظه : ثم نادى علي رضي الله عنه طلحة - حين رجع الزبير - : " يا أبا محمد ما الذي أخرجك ؟ " . قال : الطلب بدم عثان ! ! قال علي : " قتل الله أولانا بدم عثمان ، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ وأنت أول من بايعني ، ثم نكثت ، وقد قال الله عز وجل : ( فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ) ( 4 ) " . فقال : أستغفر الله ، ثم رجع . ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ( 5 ) ( ص 112 ) بإسناده من طريق الحافظ أبي عبد الله الحاكم ، عن رفاعة ، عن أبيه ، عن جده قال :
[1] كذا في النسخ ، والصحيح - بمكان رفاعة - : حسين بن حسن الأشقر المترجم ( ص 83 ) ، [ وكما هو في إسناد ابن عساكر في ترجمة طلحة ] . ( ا لمؤلف ) . هو نذير - بالتصفير - الضبي الكوفي : من كبار التابعين ، وحفيده رفاعة المذكور ، ثقة ، كما في التقريب [ 1 / 251 رقم 94 ] : توفي بعد ( 180 ) - ( المؤلف ) . ( 3 ) مروج الذهب : 3 / 382 . ( 4 ) الفتح : 10 . ( 5 ) المناقب : ص 182 ح 221 .
54
نام کتاب : المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 54