على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار ( 1 ) . ومنهم رشيد الهجري رضوان الله تعالى عليه ، روي بالإسناد عن فضيل بن الزبير ، قال : خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى بستان البرني ومعه أصحابه ، فجلس تحت نخلة ، ثمَّ أمر بنخلة فلقطت فأنزل منها رطب ، فوضع بين أيديهم ، قالوا : فقال رشيد الهجري : يا أمير المؤمنين ، ما أطيب هذا الرطب ! فقال : يا رشيد ، أما إنك ستُصلب على جذعها ، قال رشيد : فكنت اختلف إليها طرفي النهار أسقيها ، ومضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : فجئتها يوماً وقد قُطع سعفُها ، قلت : اقترب أجلي ، ثمَّ جئت يوماً فجاء العريف فقال : أجب الأمير ، فأتيته ، فلمَّا دخلت القصر إذا الخشب ملقى ، فإذا فيه الزرنوق ، فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ، ثمَّ قلت : لك غذِّيتُ ولي أنبتَّ ، ثمَّ أُدخلت على عبيد الله بن زياد فقال : هات من كذب صاحبك ، فقلت : والله ما أنا بكذَّاب ولا هو ، ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني . . وعن قنوا بنت رشيد الهجري ، قالت : سمعت من أبي يقول : حدَّثني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا رشيد ! كيف صبرك إذا أرسل إليك دعيُّ بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ! آخر ذلك الجنة ؟ قال : بلى يا رشيد ، أنت معي في الدنيا والآخرة ، قالت : فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه الدعيُّ عبيد الله بن زياد ، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأبى أن يتبرَّأ منه ، فقال له الدعيُّ : فبأيِّ ميتة قال لك تموت ؟ قال : أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرَّأ منه ، فتقدِّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : والله لأُكذبن قوله فيك ، قدِّموه فاقطعوا يديه ورجليه ، واتركوا لسانه ، فحملت طوائفه لمَّا قطعت يداه ورجلاه ، فقلت له : يا أبه ! كيف تجد ألماً لما أصابك ؟ فقال : لا يا بنية ،
1 - اختيار معرفة الرجال ، الشيخ الطوسي : 1 / 296 - 299 ح 140 .