هاشم ( 1 ) . وعن كتاب المنتظم : إن زياداً لمَّا حصبه أهل الكوفة وهو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم ، وهمَّ أن يخرب دورهم ، ويجمِّر نخلهم ، فجمعهم حتى ملأ بهم المسجد والرحبة ليعرضهم على البراءة من علي ( عليه السلام ) ، وعلم أنهم سيمتنعون ، فيحتجّ بذلك على استئصالهم وإخراب بلدهم . وفي رواية عن عبد الله بن السائب وكثير بن الصلت قالا : جمع زياد بن أبيه أشراف الكوفة في مسجد الرحبة ليحملهم على سبِّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والبراءة منه ، فمن أبى ذلك عرضه على السيف ( 2 ) والناس من ذلك في كرب عظيم ، فأغفيت فإذا أنا بشخص طويل العنق ، أهدل أهدب ، قد سدَّ ما بين السماء والأرض ، فقلت له : من أنت ؟ قال : أنا النقاد ذو الرقبة ، طاعون ، بُعثت إلى زياد ، فانتبهت فزعاً ، فسمعنا الواعية عليه ، وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس فقال : انصرفوا ، فإن الأمير عنكم مشغول ، وسمعنا الصياح من داخل القصر ، فما برحنا أن خرج الإذن فقال : انصرفوا فإن الأمير قد شُغل ، وإذا الفالج قد ضربه ، فقلت في ذلك وأنشأت : < شعر > قَدْ جَشَّم الناسَ أمراً ضاق ذَرْعُهُمُ * بحَمْلِهِ حين ناداهُم إلى الرحبه يدعو على نَاصِرِ الإسلامِ حين يرى * لَهُ عَلَى المشركين الطولَ والغَلَبه ما كان منتهياً عمَّا أَرَادَ بِهِ * حتَّى تَنَاوَلَهُ النقَّادُ ذو الرَّقَبَه فَأَسْقَطَ الشِّقَّ منه ضَرْبةٌ عجباً ( 3 ) * كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْمَاً صَاحِبَ الرحبه ( 4 ) < / شعر >
1 - شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 11 / 44 - 46 . 2 - مروج الذهب ، المسعودي : 2 / 69 . 3 - في كنز الفوائد : فأسقط الشق منه حربة ثبتت . 4 - راجع : مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 2 / 169 ، الأمالي ، الشيخ الطوسي : 233 ح 5 ، المحاسن والمساوي ، البيهقي : 1 / 39 ، الفائق في غريب الحديث ، جار الله الزمخشري : 3 / 414 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 3 / 199 ، البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 68 .