دمائهم ، فسُئل عن ذلك فقال : ثقل لآل بيت محمد ، ينزلون هاهنا ( 1 ) . وقبض قبضة منها فشمَّها وقال : هذه والله هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنني أقتل فيها ، أخبرتني أم سلمة ( 2 ) . وفي رواية عن أبي مخنف في مقتله بإسناده عن الكلبي أنه قال : وساروا جميعاً إلى أن أتوا إلى أرض كربلاء ، وذلك في يوم الأربعاء ، فوقف فرس الحسين ( عليه السلام ) من تحته ، فنزل عنها وركب أخرى فلم ينبعث من تحته خطوة واحدة ، ولم يزل يركب فرساً بعد فرس حتى ركب سبعة أفراس وهن على هذا الحال ، فلما رأى الإمام ذلك الأمر الغريب قال ( عليه السلام ) : ما يقال لهذه الأرض ؟ قالوا : أرض الغاضرية ، قال : فهل لها اسم غير هذا ؟ قالوا : تسمَّى نينوى ، قال : هل لها اسم غير هذا ؟ قالوا : تسمَّى بشاطىء الفرات ، قال : هل لها اسم غير هذا ؟ قالوا : تسمَّى كربلاء . فتنفّس الصعداء وقال : أرض كرب وبلاء ، ثم قال : قفوا ولا ترحلوا منها ، فهاهنا والله مناخ ركابنا ، وهاهنا والله سفك دمائنا ، وهاهنا والله هتك حريمنا ، وهاهنا والله قتل رجالنا ، وهاهنا والله ذبح أطفالنا ، وهاهنا والله تزال قبورنا ، وبهذه التربة وعدني جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا خُلف لقوله ( 3 ) . ولله درّ الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > لم أنسَ إذْ وَقَفَ الجوادُ بكربلا * بابنِ البتولةِ والعدي حَفَّتْ بِهِ يَا مُهْرُ لِمْ لا سِرْتَ عن وادي البلا * والكربِ خوفاً من بلاه وكربِهِ أَوَ هَلْ إليك اللهُ أَوْحَى أَنَّ في * واديه مَصْرَعَهُ ومصرعَ صَحْبِهِ ( 4 ) < / شعر >
1 - الأخبار الطوال ، الدينوري : 252 - 253 . 2 - كلمات الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، الشيخ الشريفي : 374 . 3 - الدمعة الساكبة ، البهبهاني : 4 / 256 . 4 - الشواهد المنبرية ، الشيخ علي الجشي : 45 .