< شعر > فيا لكِ حسرةً ما دمتُ حيّاً * تَرَدَّدُ بين صدري والتراقي حسينٌ حين يطلُبُ بَذْلَ نصري * على أهلِ الضلالةِ والنفاقِ غداةَ يقولُ لي بالقصرِ قولا * أتترُكُنا وتُزْمِعُ بالفراقِ ولو أنّي أُوَاسيه بنفسي * لنلتُ كرامةً يومَ التَّلاَقِ مع ابن المصطفى روحي فِداه * تولَّى ثمَّ ودَّع بانطلاقِ فلو فَلَقَ التلهُّفُ قَلْبَ حيٍّ * لهمَّ اليومَ قلبي بانفلاقِ فقد فاز الأولى نصروا حسيناً * وخاب الآخرون ذوو النفاقِ ( 1 ) < / شعر > قال عقبة بن سمعان : فسرنا معه ساعة ، فخفق ( عليه السلام ) وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثم انتبه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً ، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين ( عليه السلام ) فقال : ممَ حمدت الله واسترجعت ؟ قال : يا بني ، إني خفقت خفقة فعنَّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا ، فقال له : يا أبتِ ، لا أراك الله سوءاً ، ألسنا على الحقّ ؟ قال : بلى ، والله الذي مرجع العباد إليه ، فقال : فإنّنا إذاً ما نبالي ، أن نموت محقين ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده . فلمَّا أصبح نزل وصلَّى بهم الغداة ، ثم عجَّل الركوب وأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرِّقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردّه وأصحابه ، فجعل إذا ردَّهم نحو الكوفة ردّاً شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا ، فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى - المكان الذي نزل به الحسين ( عليه السلام ) - فإذا راكب على نجيب له ، عليه السلاح ، متنكِّب قوساً مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعاً ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلَّم على الحرّ وأصحابه ، ولم يسلِّم على الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، ودفع إلى الحر كتاباً من