الحسين إليكم ، وقد خلَّفته بموضع كذا فأجيبوه ( 1 ) . ثم قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : فأمر به عبيد الله بن زياد أن يرمى من فوق القصر ، فرمي به فتقطَّع ، وروي أنه وقع إلى الأرض مكتوفاً فتكسَّرت عظامه ، وبقي به رمق ، فأتاه رجل يقال له : عبد الملك بن عمر اللخمي فذبحه ، فقيل له في ذلك وعيب عليه ، فقال : أردت أن أريحه . ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) من الحاجز يسير نحو العراق ، فانتهى إلى ماء من مياه العرب فإذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي ، وهو نازل به ، فلمّا رآه الحسين قام إليه فقال : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ، ما أقدمك ؟ واحتمله وأنزله ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : كان من موت معاوية ما قد بلغك ، وكتب إليَّ أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم . فقال له عبد الله بن مطيع : أذكِّرك الله - يا ابن رسول الله - وحرمة الإسلام أن تنهتك ، أنشدك الله في حرمة قريش ، أنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك ، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحداً أبداً ، والله إنها لحرمة الإسلام تنهتك ، وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ، ولا تعرِّض نفسك لبني أمية ، فأبى الحسين ( عليه السلام ) إلاّ أن يمضي . وكان عبيد الله بن زياد أمر فأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام ، وإلى طريق البصرة ، فلا يدعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج ، فأقبل الحسين ( عليه السلام ) لا يشعر شيء حتى لقي الأعراب ، فسألهم فقالوا : لا والله ما ندري غير أنا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج ، فسار تلقاء وجهه ( عليه السلام ) . وحدَّث جماعة من فزارة ومن بجيلة ، قالوا : كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة ، وكنا نساير الحسين ( عليه السلام ) فلم يكن شيءٌ أبغض علينا من أن