محرَّماً إلاَّ انتهكوه بعث الله إليهم من يقتلهم حتى يكونوا أذلَّ من فرم الأمة . وقال ابن نما : حدَّث عقبة بن سمعان قال : خرج الحسين ( عليه السلام ) من مكة فاعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص ، عليهم يحيى بن سعيد ، ليردّوه فأبى عليهم وتضاربوا بالسياط ، ومضى ( عليه السلام ) على وجهه ، فبادروه وقالوا : يا حسين ، ألا تتقي الله ، تخرج من الجماعة وتفرِّق بين هذه الأمة ؟ فقال : لي عملي ، ولكم عملكم ، أنتم بريئون مما أعمل ، وأنا بريء مما تعملون . قال : ورويتُ أن الطرماح بن حكم قال : لقيت حسيناً وقد امترتُ لأهلي ميرة فقلت : أذكّرك في نفسك ، لا يغرّنّك أهل الكوفة ، فوالله لئن دخلتها لتقتلنّ ، وإني لأخاف أن لا تصل إليها ، فإن كنت مجمعاً على الحرب فانزل أجأ فإنه جبل منيع ، والله ما نالنا فيه ذلّ قط ، وعشيرتي يرون جميعاً نصرك ، فهم يمنعونك ما أقمت فيهم ، فقال : إن بيني وبين القوم موعداً أكره أن أخلفهم ، فإن يدفع الله عنا فقديماً ما أنعم علينا وكفى ، وإن يكن ما لا بدّ منه ففوزٌ وشهادة إن شاء الله . ثمَّ حملت الميرة إلى أهلي وأوصيتهم بأمورهم ، وخرجت أريد الحسين ( عليه السلام ) فلقيني سماعة بن زيد النبهاني فأخبرني بقتله فرجعت . وقال الشيخ المفيد - رحمه الله - : ولما بلغ عبيد الله بن زياد إقبال الحسين ( عليه السلام ) من مكة إلى الكوفة بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه ، حتى نزل القادسية ، ونظّم الخيل ما بين القادسية إلى خفان ، وما بين القادسية إلى القطقطانة ، وقال للناس : هذا الحسين يريد العراق . ولما بلغ الحسين ( عليه السلام ) الحاجز من بطن الرمة بعث قيس ابن مسهر الصيداوي ، ويقال : إنه بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر إلى أهل الكوفة ، وكتب معه إليهم : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، من الحسين بن علي إلى إخوانه المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد ، فإن