نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 25
والحديث الرابع أكثر صراحة من كل الأحاديث ، لأن رسول الله يخاطب أبا بكر وهو صحابي معروف ، ولا يقول له : وأشهد عليكم ، بعد اعتراضه عليه بشهادته على شهداء أحد ، بل يشكك فيهم ويقول : لا أدري ما تحدثون بعدي ! ! ! . فالقرآن والسنة صريحان بأن من الأصحاب منافقين وأحدثوا أحداثا أخرجتهم عن الإسلام . وثم ، من هم أصحاب الإفك ؟ ألم يكونوا من الصحابة ؟ ! ألم يوجد ذمهم وانحرافهم في القرآن ؟ ! ثم ، أن كثيرا من الأصحاب كانوا رأس فتن كثيرة ذهبت ضحيتها الآلاف ! ! ومنهم من بدت منه أمور صريحة في خلاف الإسلام . وأما الأحاديث الواردة في تنزيه الصحابة ، كقوله عليه السلام : احفظوني في أصحابي ، ولا تسبوا أصحابي ، وأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم . فهذه أحاديث لم يثبت صحتها من جهة السند وفي متناقضة مع الأحاديث السابقة أن أريد منها كما يفهمه أهل السنة ، وإلا فهي قابلة للحمل على معان أخرى يرتفع بها التناقض بينها وبين من سبقها من الأحاديث . قال الإمام علي بن موسى الرضا بعد أن سئل عن هذه الأحاديث : هذا صحيح : يريد من لم يغير بعده ولم يبدل ، لما يروونه من أنه صلى الله عليه وآله قال : ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا رب أصحابي أصحابي ، فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بعدا لهم وسحقا لهم . عيون أخبار الرضا : 2 / 78 . وبعد هذا كله ، تبينت لك عزيزي القارئ هذه المسألة بوضوح ، وأن الشيعة تعرضوا للقتل والسب والإباحة و . . ! ! بسبب أنهم عملوا بالسنة ، وأجروا قواعد
25
نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 25