نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 287
النسخ في الطبيعات ، لأنّه يستلزم الجهلُ ويحدد العلم لله ، وحدوثه بعد نفيه عنه ، تعالى عن ذلك علّواً كبيراً ، ويُسمّى هذا بالبداء الباطل ، وقد نسبه العامّة إلى الشيعة الإماميّة جهلاً أو تجاهلاً ، رغم تصريحاتهم المتكررة بنَفْيه . * روى الشيخ الصدوق ( قدس سره ) في كتابه « اكمال الدّين وإتمام النعمة » عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أَنّه قال : « مَن زعم انّ الله عَزّ وجلّ يبدو له في شيء لم يعلَمهُ أمس فابَرأوا منه » . * وبعد أنّ نفى المسلمون جميعاً البداء بهذا المعنى أجازوا بداءً لا يستدعي الجهل وحدوث العلم لذات الله ، وهو أنّ يزيد الله في الأرزاق والأعمار ، أو يُنقص منها بسبب أعمال العبد . * قال الشيخ المفيد ( قدس سره ) في كتاب « أوائل المقالات » باب القول في البداء والمشيئة « البداء عند الإماميّة هو الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منهما بالأعمال » . * وتدلّ على هذا الآية : * ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) * [1] وروى الترمذي في سننه : ( باب لا يردُّ القدر إلاّ الدعاء ) : انْ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : « لا يردُّ الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلاّ البرّ » [2] . أقول : وهذا هو البداء بعينه عندنا . * وبالتالي ، فقد اتفّق السنّة والشيعة بكلمة واحدة على انّ أيّة صفة تستدعي الجهل ويحدّد العلم فهي منفيّة عن الله سبحانه بحكم العقل والشَرع ،
[1] غافر : 60 . [2] أنظر كتاب « البيان في تفسير القرآن » للسيّد الخوئي ( قدس سره ) ، ص 277 .
287
نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 287