نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 90
مدفوعان عنه ، وما يبعد أن يكون بعض الثنوية عملهما على لسانه ، لأن من شأن من يعرف ببعض المذاهب أن يضاف إليه مما يدخل في نصرتها الكثير ، وليس بنا أن نضيف مثل هذه المذاهب القبيحة إلى من لم يكن متظاهرا بها ، ولا مجاهرا باعتقادها . وإن لم يكن يتبرأ منها ، ويتبرأ من أهلها . لأن الدين يحجز عن ذلك ويمنع منه ، ولا نعمل إلا على الظاهر ، وأن واحدا أو اثنين ممن انتسب إلى التشيع واحتمى به لو كان في باطنه شاكا أو ملحدا أي تبعة تلزم بذلك نفس المذهب وأهله إذا كانوا ساخطين لذلك الاعتقاد ، ومكفرين [1] لمعتقده والذاهب إليه ؟ ولو جعل مثل هذا وصمة على المذهب وعيبا على أهله لكانت جميع المذاهب موصومة معيبة ، لأنها لا تخلو من أن ينسب إليها من لم يكن في الحقيقة منها ، وأين المعير بما تقدم . والقادح به عن قول شيوخه وأسلافه القبيحة . ومذاهبهم الشنيعة ؟ وكيف لم يذكر قول أبي الهذيل [2] بتناهي مقدورات الله تعالى ومعلوماته ، وقوله : " إن علم الله تعالى هو الله " [3] وهذا أقبح من القول المحكي عن هشام رحمه الله لأن أبا الهذيل قد قال في تناهي المعلوم بأقبح من قوله وأضاف إليه المقدور . وقول النظام : إن الله لا يقدر على الظلم " وحمله أن قال : " لو أن طفلا وقع في شفير جهنم لم يوصف الله تعالى بالقدرة على إلقائه فيها ،
[1] في الأصل " ومكفرون " ويصح على الاستئناف فتكون خبرا لمبتدأ محذوف ، ولكن العطف هنا أقرب . [2] أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف مولى عبد القيس من شيوخ المعتزلة ومتكلميهم أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل سنة 235 في أول أيام المتوكل العباسي . [3] أنظر مقالات الاسلاميين للأشعري 2 / 482 .
90
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 90