نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 87
أبو علي الجبائي فإنه يملي بكل تحامل وعصبية ، وقليل هذه الحكايات ككثيرها في أنها إذا لم تنقل من جهة الثقة وكان المرجع فيها إلى قول الخصوم المتهمين لم يحفل بها [1] ، ولم يلتفت إليها . وما قدمناه من الأخبار المروية عن الصادق عليه السلام ، وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه له ، واجتبائه [2] إياه من بين صحابته يبطل كل ذلك . ويزيف [3] حكاية روايته . وأما البداء ، فقول هشام وأكثر الشيعة فيه هو قول المعتزلة بعينه في النسخ في المعنى ، ومرادهم به مراد المعتزلة بالنسخ . وإنما خالفوهم في تلقبه بالبداء لأخبار رووها [4] ولا معتبر في الألفاظ والخلاف فيها ، فأما ابن الراوندي ، فقد قيل : إنه إنما عمل الكتب التي شنع بها عليه معارضة للمعتزلة ، وتحديا لهم . لأن القوم كانوا أساؤوا عشرته ، واستنقصوا معرفته ، فحمله ذلك على إظهار هذه الكتب ليبين عجزهم عن استقصاء نقضها ، وتحاملهم عليه في رميه بقصور الفهم والغفلة ، وقد كان يتبرأ منها تبرءا ظاهرا ، وينتفي من عملها ، ويضيفها إلى غيره . وليس يشك في خطئه بتأليفها ، سواء اعتقدها أم لم يعتقدها . وما صنع ابن الراوندي من ذلك إلا ما قد صنع الجاحظ مثله أو قريبا منه ، ومن جمع بين كتبه التي هي : ( العثمانية ) [5] و ( المروانية )
[1] حفل بهذا : أي بالى به . [2] اجتباه : اصطفاه . [3] التزييف : التغيير بغش . [4] أنظر سفينة البحار ج 1 ص 61 مادة " بدأ " . [5] العثمانية من رسائل الجاحظ المعروفة حاول فيها أن يطمس حتى ما اتفق عليه الناس من مناقب علي عليه السلام بكل ما أوتي من براعة في القول وتلاعب في الألفاظ ، وقد طبعت هذه الرسالة في دار الكتاب العربي بمصر بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون وألحق بها قطعا من كتاب نقض العثمانية لأبي جعفر الإسكافي المعتزلي ، كما نقل طرفا من الرسالتين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 13 من ص 215 إلى ص 225 .
87
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 87