نام کتاب : الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 58
3 - ترصد الأزمنة الخاصة : لا بد للداعي أن يراعي اختيار الأوقات التي هي مظنة الإجابة ، فمن تأمل النصوص الإسلامية يلاحظ أن الأوقات ليست كلها سواء ، فمنها ما تفتح فيها أبواب السماء ولا يحجب فيها الدعاء ومنها ما تستنزل فيها الرحمة أكثر من غيرها ، وفيما يلي أهم الأوقات التي ترجى فيها الإجابة : أ - جوف الليل : جعل الله تعالى لساعات النصف الثاني من الليل من البركة والرحمة ما لم يجعله في الساعات الأخرى من الليل والنهار ، ففي هذا الوقت يستولي النوم على غالب الناس ، فيتمكن أولياء الله تعالى من الاقبال عليه بالدعاء والذكر والانقطاع إليه بعيدا عن زحمة الحياة ومشاغلها ، فهذا الوقت إذن هو وقت الخلوة وفراغ القلب للعبادة والدعاء ، وهو يشتمل على مجاهدة النفس ومهاجرة الرقاد ومباعدة وثير المهاد والانقطاع إلى الواحد الأحد . عن نوف البكالي - في حديث - قال : رأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات ليلة وقد خرج من فراشه وقال لي : ( يا نوف ، إن داود ( عليه السلام ) قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال : إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له ) [1] . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال : ( كان فيما ناجى به موسى بن عمران ( عليه السلام ) أن قال له : يا بن عمران ، كذب من زعم أنه يحبني فإذا جنه الليل نام عني ، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ؟ ها أنا يا بن عمران مطلع على أحبائي